الخميس 17 أكتوبر 2013
09:20 م
كتب - كريم رمزي: للحقيقة وجوه كثيرة وهنا نعرض ما هو أقرب للحقيقة من وجهة نظرنا في ما هو بعد "الكارثة" التي حلت على منتخب مصر بإستاد كوماسي الثلاثاء الماضي.
هزيمة مصر التاريخية أمام غانا 6-1 بذهاب التصفيات النهائية أعقبها حقائق كثيرة نعرضها على النحو التالي:
الحقيقة الأولى: "المعجزة" خطوة خارقة يمنحها الله عندما يعجز العقل البشري عن تخيل أي حل منطقي لأمر ما، كمثل ان ينشق البحر لسيدنا موسى، وفي مباراة العودة أمام غانا بدأ الناس وسيظلون يتحدثون على ان الفوز في القاهرة 5-0 أمرا منطقيا ويمكن حدوثه بسهولة.. لذا فلماذا تنتظرون المعجزة؟!
الحقيقة الثانية: منذ وصولي لمطار أكرا في غانا مرورا برحلة بالاتوبيس لكوماسي ومع كل التحركات على مدار ثلاثة أيام قبل المباراة، كان يلوح كل ما هو غاني بالفوز بثلاثة أهداف أو أكثر، ربما كان هذا الأمر مادة لسخريتي منهم انا ورفقائي في الرحلة، لكنهم في الحقيقة شعب لم يكن يحلم "بمعجزة"، هم شعب يعرف "منطق" قدرات لاعبيه.
الحقيقة الثالثة: "قبل" برادلي أفضل مدرب اجنبي في تاريخ مصر، "بعد" برادلي أسوأ مدرب، "قبل" عاشور لابد ان يبدأ، "بعد" عاشور ليس لاعب دولي، "قبل" نجيب مدافع رائع، "بعد" نجيب سئ، "قبل" جمعة صخرة الدفاع، "بعد" جمعة لازم يعتزل، "قبل" سليمان يجب أن يبدأ، "بعد" فين شيكابالا؟.. المعجزة الحقيقية ليست في الفوز 5-0، المعجزة ان يثبت محلل مصري واحد على رأيه لمدة أسبوع!
الحقيقة الرابعة: مورينيو مع الريال لم يكن "فاشلا" فقد نجح في صناعة فريق ينافس ويضاهي أكبر فرق العالم وبرشلونة بعد ان استلم فريقا مهلهلا، وهذا رغم عدم تحقيقه للبطولات المرجوة منه، الأمر ذاته ينطبق على برادلي فالحكم عليه بأنه "مدرب فاشل" هو حكم ظالم اذا وضعنا كل الظروف التي عمل فيها وبها موضع اعتبار، وأيضا استلامه لمنتخب معدل أعماره يتخطى الـ 30 عاما من حسن شحاتة، اضف إلى ذلك أمور مصرية معتادة مثل محاربة الرجل من بعض اعضاء اتحاد الكرة والزملاء والاعلاميين.
الحقيقة الخامسة: برادلي فشل في إدارة مباراة غانا بكل المقاييس، وأظهر المنتخب كارثيا في هذه المباراة التي أضاعت كل جهود العامين الماضيين للوصول لحلم المونديال، ولكن تشيزاري برانديللي أيضا أضاع كأس الأمم الاوروبية 2012 من إيطاليا بخسارة ثقيلة أيضا 4-0 وإدارة كارثية في نهائي البطولة أمام اسبانيا.. وللعلم بقى "برانديللي" في منصبه أملا في الفوز ببرازيل 2014 وربما يفعلها !
الحقيقة السادسة: ولأن مصر ليست إيطاليا، فبرادلي لن يبقي، لذا فالحديث عن بديل لابد ان يكون بمعايير محددة تخدم مصلحة المنتخب في الفترة القادمة أي ان اتحاد الكرة لابد ان يضع 10 شروط على سبيل المثال للتقدم لوظيفة المدير الفني لمنتخب مصر، هذه الشروط تكون متوافقة مع متطلبات الفترة القادمة للشكل المنتظر للمنتخب.
الحقيقة السابعة: ولأن الحقيقة السادسة السابقة هي أيضا من باب "المعجزات" فاعتقد ان "الواقع" سيكون في العناوين القادمة: "خلاف في الجبلاية على مدرب المنتخب القادم" "لطيف وفريد يؤيدان حسام حسن، ومجاهد وزاهر يدفعان بالبدري" "علام يقترح مدرب اجنبي، والشامي والهواري يصران على غريب"، "فريد يهدد بتقديم استقالته اعتراضا على اقتراح علام"، و"الشامي ينسحب من اجتماع مجلس الادارة ويشكو لوزير الرياضة"، "أبوزيد يتدخل لاختيار مدرب المنتخب"، ثم "مصر تبدأ مشوار تصفيات مونديال 2018" وأخيرا "نلقاكم في مونديال 2022"!
الحقيقة الثامنة: مصر خسرت من غانا لأن مصر كانت سيئة فنيا وبدنيا في المقابل كانت غانا – التي كانت على وشك نصف نهائي مونديال 2010 – كانت الأفضل بكل المقاييس في المباراة، ولكن "خلافات الجهاز الفني"، "تخاذل اللاعبين"، "منشطات لاعبي غانا"، كلها عناوين مصرية معتادة من أجل جنيه حق الجرنال أو اعلان "علبة ذهبية" لبرنامج رياضي.
الحقيقة التاسعة: كنت شاهد حق على التزام منقطع النظير في فندق اقامة منتخب مصر في غانا وكامل معسكره التدريبي، في المقابل كنت مقيما اقامة دائمة في فندق لاعبي غانا وشهدت صديقات وأسر اللاعبين وهم يترددون عليهم يوميا، كرة القدم "مهنة" يجيد فيها من يتقن عمله جيدا، وليس من "يصلي" بإخلاص وخشوع.
الحقيقة العاشرة: قبل ان تبحثوا عن بديل لبرادلي ابحثوا في كل مصر عن بديلين لأبوتريكة وجمعة.. وتلك هي الأزمة !
للتواصل مع الكاتب مباشرة عبر فيسبوك أضغط هنا
للتواصل مع الكاتب مباشر عبر تويتر أضغط هنا