الكرات الثابتة والخبرة ضد الشباب.. 6 عوامل تحسم نهائي دوري الأبطال بين إنتر وباريس (تحليل)

يصل موسم كرة القدم الأوروبية للأندية إلى ذروته مساء السبت، عندما يواجه باريس سان جيرمان وإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا في ميونيخ.

باريس سان جيرمان الذي لطالما اعتُبر الأقرب للفوز بالبطولة، يسعى جاهدًا للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.

في المقابل، يسعى إنتر ميلان إلى التتويج باللقب للمرة الرابعة - وللمرة الأولى منذ عام 2010 - في ملعب أليانز أرينا.

بالنسبة لباريس سان جيرمان، تُمثل هذه المواجهة المرحلة الأخيرة من الثلاثية التاريخية؛ الفوز سيجعله أول نادٍ فرنسي يحقق هذا الإنجاز.

في المقابل، يسعى إنتر ميلان جاهدًا لتجنب إنهاء الموسم خالي الوفاض، بعد أن كان ينافس على الثلاثية قبل شهر واحد فقط.

وقام موقع "أوبتا" المتخصص في الإحصائيات بتحديد ستة عوامل قد تؤثر على انتقال كأس دوري أبطال أوروبا إلى باريس أو ميلانو، نستعرضها لكم في السطور القادمة:

من سيفوز في صراع أسلوب اللعب؟

مباراة باريس سان جيرمان وإنتر ميلان تُقدم صدامًا مثيرًا بين أسلوبي لعب مختلفين تمامًا، ودعونا لا ننسى مدى جاذبية مباراة نصف النهائي بين إنتر وبرشلونة، على الرغم من اختلاف أساليب لعب كل فريق اختلافًا كبيرًا.

سيسعى باريس سان جيرمان للاستحواذ على الكرة واتخاذ موقف استباقي كعادته، بلغ متوسط ​​استحواذه على الكرة 62.2% في مبارياته الأوروبية هذا الموسم، وهو رابع أعلى معدل في البطولة، بينما لم يتفوق عليه سوى بايرن ميونيخ (645 تمريرة) مقابل (632) لباريس سان جيرمان.

وكما يظهر في الرسم البياني لأسلوب اللعب أدناه، فإن باريس سان جيرمان يتحلى بالصبر في الاستحواذ على الكرة، حيث يبني اللعب من الخلف ويتقدم بالكرة عبر الثلثين.

في المتوسط، يسمحون للمنافسين بـ 10 تمريرات فقط قبل القيام بالتدخل الدفاعي - وهو رابع أدنى رقم مشترك في المسابقة هذا الموسم.

من ناحية أخرى، لا يُبدي فريق سيموني إنزاجي أي اهتمام بالضغط العالي، خمسة فرق فقط - أربعة منها لم تتجاوز حتى مرحلة الدوري - سجّلت معدل القيام بالتدخل الدفاعي أعلى من معدل إنتر البالغ 16.3 في دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025.

من المرجح أن يشعر فريق إنزاجي بالراحة في السماح لباريس سان جيرمان بالسيطرة على الكرة، فقد بلغ متوسط ​​استحواذهم على الكرة 47.3% فقط طوال الموسم، وأقل من ذلك في مباراتي الأدوار الإقصائية ضد بايرن (40.3%) وبرشلونة (29.4%)، ويسعى إنتر ميلان لامتصاص الضغط قبل السعي للانطلاق بسرعة في الهجمات المرتدة.

ويظهر التباين واضحا عند النظر إلى مناطق سيطرة الفريقين - مناطق الملعب التي يسيطرون فيها على الكرة - والتي تسلط الضوء بصريا على اختلاف أساليبهم في التعامل مع الكرة خارج الملعب.

ستكون هذه المباراة مواجهة بين السيطرة والهجمات المرتدة، والاستحواذ والبراجماتية، من يستطيع فرض أسلوبه بفعالية أكبر سيفوز.

ظهيري باريس سان جيرمان ضد ظهيري إنتر

كما هو الحال في أغلب الأحيان في مباريات إنتر، فمن المرجح أن تكون المناطق الواسعة هي المفتاح.

غالبًا ما تُعد انطلاقات الظهيرين دينزل دومفريس وفيديريكو ديماركو الهجومية الشرسة وسيلة النيراتزوري لاختراق خصومهم، ولم يُسجل أي فريق أهدافًا من عرضيات أكثر من إنتر (7) في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث سُجل 27% من إجمالي أهدافه من عرضيات (7/26).

كان لدومفريس على وجه الخصوص، تأثير كبير على الجهة اليمنى لإنتر في فوزه على برشلونة في نصف النهائي، حيث ساهم بخمسة أهدافٍ في مباراتي الذهاب والإياب (هدفان وثلاث تمريرات حاسمة)، وأصبح الدولي الهولندي ثالث لاعب فقط يُساهم بخمسة أهداف في نصف نهائي موسمٍ واحد من دوري أبطال أوروبا، بعد أليساندرو ديل بييرو في موسم 1997-1998 (6) وروبرتو فيرمينو في موسم 2017-2018 (5).

وسيحتاج نونو مينديز الظهير الأيسر لباريس سان جيرمان، إلى بذل قصارى جهده لإيقاف دومفريس، لكن المدافع البرتغالي قدم أداءً ممتازًا في دوري أبطال أوروبا، لذا يُراهن على فرصته، فقط زميله جواو نيفيز (57) قام بتدخلات أكثر منه في بطولة هذا الموسم (45)، بينما فقط فيديريكو فالفيردي لاعب ريال مدريد (27) قام باعتراضات أكثر من 23 لمينديز.

كما فاز مينديز بنسبة 63% من 184 مبارزات خاضها؛ فقط نيفيز (185) شارك في عدد أكبر في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بينما من بين أولئك الذين شاركوا في 100 مبارزات على الأقل، فقط نيكولاس أوتاميندي (67.7%) وماركينيوس (63.7%) لديهما نسبة نجاح أفضل.

سيكون الجانب الآخر من الملعب مثيرًا بنفس القدر، حيث من المرجح أن يواجه أشرف حكيمي ديماركو، يُحب اللاعب الإيطالي التقدم للأمام، ولكن من المرجح أن تكون لديه خيارات كثيرة في الاتجاه المعاكس، صنع باريس سان جيرمان فرصًا أكثر من الثلث الهجومي الأيمن (77) من أي فريق آخر في دوري أبطال أوروبا في موسم 2024-2025، حيث جاءت 41% من فرصه من هذا الجانب.

صنع حكيمي أكبر عدد من الفرص من اللعب المفتوح في البطولة هذا الموسم (34)، بينما تفوق عليه رافينيا لاعب برشلونة (8) في التمريرات الحاسمة (5)، كما يحتل المغربي المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة في الهجمات المتتالية مع باريس سان جيرمان هذا الموسم (345) بعد عثمان ديمبيلي (356).

ومع ذلك، فإن أفضل شكل للدفاع قد يكون الهجوم بالنسبة لديماركو، الذي قدم سبع تمريرات حاسمة في الدوري الإيطالي مع إنتر هذا الموسم، أكثر من أي من زملائه في الفريق، في حين أن فرصه الكبيرة الـ17 التي خلقها كانت أكثر بأربع فرص على الأقل من أي لاعب آخر في الدوري الإيطالي الممتاز.

الكرات الثابتة قد تكون العامل الحاسم

ربما يبدو الأمر تبسيطيًا ومبتذلًا أن نقول إن الكرات الثابتة قد تحسم مباراة نهائية كهذه، لكنها في الواقع قد تفعل ذلك.

سجل إنتر ميلان هدفين من أهدافه في مباراة الذهاب بنصف النهائي ضد برشلونة من ركلات ركنية، وكان دينزل دومفريس هو من ساهم في تسجيلهما، كان هذان الهدفان من أصل 11 هدفًا سجلها إنتر ميلان من ركلات ثابتة (بما في ذلك ركلات الجزاء) في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وبإجمالي 26 هدفًا، يعني ذلك أن 42% من أهدافه جاءت من ركلات ثابتة، وهي أعلى نسبة بين جميع الفرق التي تأهلت إلى ما بعد مرحلة الدوري.

يواصل الفريق أداءه القوي في الدوري الإيطالي، حيث سجل 17 هدفًا من الكرات الثابتة طوال الموسم، متفوقًا بخمسة أهداف على أودينيزي الذي سجل 12 هدفًا، والذي جاء ثانيًا في قائمة الأكثر تسجيلًا، علاوة على ذلك، لم يحقق سوى جنوى (33.8%) وكالياري (32.8%) نسبة تسديد أعلى من الكرات الثابتة مقارنةً بإنتر (31.4%).

دفاعيًا، تُعد الكرات الثابتة نقطة ضعف واضحة لباريس سان جيرمان، فقط رين (12) استقبل أهدافًا من الكرات الثابتة أكثر من باريس سان جيرمان (11)، ولكن عندما نأخذ في الاعتبار أن باريس سان جيرمان استقبل أقل عدد من الأهداف بين فرق الدوري بشكل عام، فإن سجله من الكرات الثابتة يبدو أسوأ، استقبل فريق لويس إنريكي أعلى نسبة أهداف (31.1%) وأعلى نسبة أهداف متوقعة (21.9%) من الكرات الثابتة في الدوري الفرنسي.

الشباب مقابل الخبرة

ومن المبتذل أيضًا أن نقول إن الفرق الإيطالية غالبًا ما تعتمد على لاعبين أكبر سنًا، ولكن يتعين علينا ذكر ذلك هنا لأنه، بصراحة، هذا هو ما فعله إنتر هذا الموسم.

بلغ متوسط ​​أعمار التشكيلة الأساسية في دوري أبطال أوروبا في موسم 2024-2025 (30 عامًا و19 يومًا) وهو الأكبر سنًا بين جميع الفرق الـ36 المشاركة.

فقط أتلتيكو مدريد (43.5%) أعطى حصة أعلى من الدقائق للاعبين الذين تبلغ أعمارهم 30 عامًا أو أكثر في المسابقة هذا الموسم مقارنة بإنتر (43.3%)، حيث أن 6151 دقيقة للاعبين الذين تبلغ أعمارهم 30 عامًا أو أكثر هي الأكبر لفريق منذ يوفنتوس في 2016-2017 (6186).

ويمكن أن يصبح فرانشيسكو أتشيربي رابع أكبر لاعب في الملعب يبدأ نهائي دوري أبطال أوروبا (37 عامًا و110 يومًا)، خلف باولو مالديني مع ميلان في عام 2007 (38 عامًا و331 يومًا)، ولوثار ماتيوس مع بايرن ميونيخ في عام 1999 (38 عامًا و66 يومًا) وريان جيجز مع مانشستر يونايتد في عام 2011 (37 عامًا و180 يومًا).

وبالمقارنة، يعد باريس سان جيرمان أصغر فريق من بين الفرق التي تأهلت إلى ما هو أبعد من دور الملحق في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (24 عامًا و262 يومًا)، وخامس أصغر فريق في البطولة بشكل عام.

لقد منحوا 1350 دقيقة للاعبين الذين تبلغ أعمارهم 30 عامًا أو أكثر في المسابقة في موسم 2024-2025، وكانت جميعها للاعب واحد فقط، ماركينيوس.

ستكون هذه المشاركة السابعة لإنتر في نهائي كأس أوروبا/دوري أبطال أوروبا، بعد فوزه باللقب ثلاث مرات (1964، 1965، و2010)، لذا يتمتع الفريق بخبرة في هذه البطولة الكبرى، مع ذلك، خسر آخر نهائي له، بنتيجة 1-0 أمام مانشستر سيتي في عام 2023، ومن المحتمل أن يشارك ستة أو سبعة من لاعبي النيراتزوري الذين بدأوا تلك المباراة أساسيين، مما قد يُمثل ميزة لهم.

وستكون هذه ثاني مشاركة فقط لباريس سان جيرمان في نهائي البطولة، بعد خسارته الوحيدة السابقة أمام بايرن ميونيخ في موسم 2019-2020 (1-0)، ماركينيوس هو اللاعب الوحيد من تشكيلة باريس سان جيرمان في تلك المباراة الذي يُتوقع مشاركته مجددًا، وهو العضو الوحيد في الفريق الحالي الذي سبق له المشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا.

لقد ساعدت الخبرة الكبيرة لإنتر والشباب المتفائل لباريس سان جيرمان كلاهما على الوصول إلى هذه المرحلة، ولكن أي منهما سيكون أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالنهائي؟

هل يتمكن باريس سان جيرمان من التقدم والبقاء في المقدمة؟

أي شخص شاهد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم - أو على الأقل في مرحلة خروج المغلوب - سيعرف أنهم قوة هجومية.

يضم الفريق أيضًا عثمان ديمبيلي أحد أقوى المهاجمين في كرة القدم حاليًا، سجل اللاعب الفرنسي الدولي 33 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات هذا الموسم، وسجل 25 هدفًا منذ بداية العام، ولا يتفوق عليه سوى كيليان مبابي لاعب ريال مدريد (29) في تسجيل المزيد من الأهداف من بين لاعبي الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى خلال تلك الفترة.

ومع ذلك، فإن فريق لويس إنريكي لا يعتمد فقط على ديمبيلي في الهجوم، حيث يعد خفيتشا كفاراتسخيليا وبرادلي باركولا وديزيري دوي من بين أفضل المهاجمين في أوروبا، لذلك يتوقع الكثيرون أن يسببوا كل أنواع المشاكل لإنتر يوم السبت.

ومع ذلك، فإن النيراتزوري لا يتأخر في المباريات في كثير من الأحيان، وفي المناسبات النادرة التي يحدث فيها ذلك، فإنه عادة لا يظل متأخرا في النتيجة لفترة طويلة.

لعب إنتر ميلان 1395 دقيقة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ولم يتأخر سوى 17 دقيقة إجمالاً، حتى في مباراة نصف النهائي المثيرة ضد برشلونة والتي شهدت 13 هدفاً في مجموع المباراتين، لم يتأخر فريق سيموني إنزاجي سوى ست دقائق فقط.

لقد تأخروا في النتيجة بنسبة 1.2% فقط من مبارياتهم في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث تأخروا في ثلاث مباريات ولكن لم يتأخروا في النتيجة أكثر من 370 ثانية في أي منها - 285 ثانية ضد باير ليفركوزن، و370 ثانية ضد بايرن ميونيخ و343 ثانية ضد برشلونة.

كانت ردود أفعال إنتر في مختلف مراحل المباراة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم مثيرة للاهتمام، وربما يكون من المستغرب أن يرغب المحايد في أن يتقدم باريس سان جيرمان في ميونيخ فقط لرؤية ما سيحدث بعد ذلك.

سومر ضد دوناروما

كما هو متوقع في نهائي دوري أبطال أوروبا، سيتواجد اثنان من أفضل حراس المرمى في العالم في المباراة، بهدف إبقاء التسجيل عند الحد الأدنى.

بالنسبة لإنتر، سيسعى يان سومر إلى الحفاظ على مستواه الجيد الذي جعله أفضل حارس مرمى في المسابقة بأكملها في 2024-2025.

بناءً على جودة التسديدات على المرمى (باستخدام xG)، منع سومر أهدافًا أكثر من أي حارس مرمى آخر في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (+5.2 – 10 أهداف استقبلها من 15.2 xG على المرمى المواجه، باستثناء الأهداف الذاتية).

نسبة تصديات الحارس السويسري الدولي البالغة 81.4%، هي الأفضل في البطولة بين حراس المرمى الذين شاركوا في ثماني مباريات على الأقل، كما أن حفاظه على نظافة شباكه سبع مرات هو الأعلى بين حراس المرمى، صحيح أن سومر استقبل ستة أهداف من برشلونة في نصف النهائي، لكنه تصدى أيضًا لـ 13 تسديدة في المباراتين.

الأرقام الإجمالية لجيانلويجي دوناروما في دوري أبطال أوروبا 2024-25 ليست مثيرة للإعجاب تمامًا (+2.5 هدف تم منعه، باستثناء الأهداف الذاتية، ونسبة تصدي 70.2٪) لكنه غالبًا ما كان يتفوق خلال مرحلة خروج المغلوب.

بعد تألقه في ركلات الترجيح ضد ليفربول في دور الستة عشر، تصدى الحارس الإيطالي لستة تسديدات في مباراة إياب ربع النهائي ضد أستون فيلا، حيث جاء اثنان من أهداف أصحاب الأرض الثلاثة في فيلا بارك من انحرافات لم تمنح دوناروما أي فرصة، كما تصدى لثماني تسديدات من تسع تسديدات على المرمى في مباراتي الذهاب والإياب ضد أرسنال في نصف النهائي، بما في ذلك تصدٍ مذهل من مارتن أوديجارد في مباراة الإياب في باريس.

وتُعد المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا فرصة للأبطال للظهور بمظهر أفضل، ويأمل سومر ودوناروما في وضع أيديهما على الكأس الكبرى في نهاية المباراة.