توظيف سافينيو الخاطئ وتركيبة وسط مدريد.. أنشيلوتي يتفوق على جوارديولا في قمة الأبطال (تحليل)

فرض المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي تفوقه على منافسه الإسباني بيب جوارديولا، ليقود فريقه ريال مدريد للإطاحة بمانشستر سيتي مبكرًا، من بطولة دوري أبطال أوروبا، من مرحلة الملحق المؤهل لدور الـ 16.

واستطاع أنشيلوتي تحقيق الانتصار ذهابًا بنتيجة 3-2 ثم إيابًا بنتيجة 3-1، ليتفوق على بيب بنتيجة 6-3 في مجموع المواجهتين.

واعتمد أنشيلوتي في لقاء الإياب على تركيبة مختلفة بخط الوسط عن لقاء الذهاب، بمشاركة أوريلين تشواميني برفقة داني سيبايوس في عمق الملعب، بعد عودة أنطونيو روديجر للتواجد في قلب الدفاع برفقة راؤول أسينسيو.

كما استمرت مشاركة فيديريكو فالفيردي في مركز الظهير الأيمن، ولعب الثنائي جود بيلينجهام ورودريجو دورًا كبيرًا في تقديم الواجبات الدفاعية في عمق الملعب، لمنح زميليهما كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور الحرية الهجومية.

             الخريطة الحرارية لتمركز لاعبي ريال مدريد

تعديلات أنشيلوتي جاءت بثمارها، حيث منح سيبايوس وتشواميني التفوق للميرنجي في الخروج بالكرة والواجبات الدفاعية كذلك، حيث كان الفرنسي أكثر اللاعبين اعتراضًا لتمريرات الخصوم في 3 مناسبات، بينما كان سيبايوس رابع أكثر اللاعبين تمريرًا للكرة بشكل صحيح برصيد 55 تمريرة من 61، بنسبة دقة 90%.

في المقابل دفع جوارديولا بالعديد من المفاجآت في تشكيل السيتي، والتي لم تكن موفقة، وعلى رأسها مشاركة البرازيلي سافينيو في مركز المهاجم الثاني، وأحيانًا الجناح بين الأيمن والأيسر.

               الخريطة الحرارية لتمركز لاعبي مانشستر سيتي

كما اعتمد جوارديولا على الثنائي فيل فودين وجوندوجان في عمق خط الوسط الهجومي، والأوزبكي عبد القادر خوسانوف في الجبهة اليمنى، كظهير يتحول إلى جناح في حالة الهجوم.

قرارات مدرب مانشستر سيتي فشلت في تحقيق أهدافه، حيث فشل في تشكيل أي خطورة على مرمى أصحاب الأرض، ولم ينجح سافينيو في الظهور هجوميًا أو دفاعيًا، حيث لم ينجح في تطبيق الضغط على دفاع ريال مدريد، وحرمانه من التدرج بالكرة، كما لم يخلق أي خطورة على مرمى الحارس تيبو كورتوا.

وبالعودة لهدف ريال مدريد الثاني، سنجد سافينيو لم يقدم الضغط الكافي على تشواميني، الذي نجح في تغيير الملعب، نحو الجبهة اليمنى للميرنجي لدى رودريجو، ليصبح لاعبو الميرنجي في موقف 1 على 1.

استلم رودريجو الكرة بنجاح، وتحرك بيلينجهام في المساحة لاستلامها، وسط تأخر عودة لاعبي مانشستر سيتي لتقديم الواجب الدفاعي، مع تراجع جفارديول خوفًا من انطلاق فالفيردي في المساحة خلفه.

وتحرك فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد الأيسر، بشكل مفاجئ نحو الجبهة اليمنى، ليمنح التفوق العددي لفريقه، وسحب روبن دياز من عمق الدفاع، ليمنح المساحة الكافية لرودريجو ومبابي من أجل تسجيل الهدف الثاني.

وبالنظر إلى تمركز لاعبو مانشستر سيتي الهجومي، سنجد عمر مرموش يقف وحيدًا وسط مجموعة من لاعبي ريال مدريد، وسط غياب الدعم من زملائه، خاصة سافينيو وجوندوجان، بالإضافة لتمركز فيل فودين في الجبهة اليمنى لفريقه.

تواجد سافينيو في الشوط الأول بعمق الملعب، وكان يميل أحيانًا للجبهة اليسرى لكن كلاعب وسط وليس كجناح، ولم تظهر خطورته على الإطلاق.

وفي المقابل استلم الأوزبكي خوسانوف عدة كرات في مركز الجناح الأيمن لفريقه طيلة الشوط الأول، وحتى نهاية اللقاء، ورغم تقديمه مستوى جيد على صعيد الالتحامات مع فينيسيوس جونيور، لكنه لم يقدم أي إضافة هجومية تذكر، بل توقفت عنده العديد من الهجمات لفريقه.

وفي الجبهة اليسرى لم تكن حالة السيتي أفضل، رغم تواجد برناردو سيلفا ويوشكو جفارديول، حيث واصل البرتغالي مستوياته السيئة هذا الموسم، ولم ينجح في الربط مع عمر مرموش، الذي حاول استلام الكرة عدة مرات، لكنها لم تكن تصله.

لم يكن جوارديولا موفقًا في اختياراته الهجومية أو الدفاعية، فكان يبدو أن وجود فودين في العمق بجوار مرموش، أو الدفع بهالاند ومرموش خلفه سيمنح الفريق شكلًا هجوميًا أفضل، مع تمركز سافينيو كجناح أيمن، كما حدث في لقاء نيوكاسل الأخير في البريميرليج. 

وربما سيحتاج جوارديولا لتغيير أفكاره وبعض لاعبيه حتى نهاية الموسم، ومن ثم بيع بعضهم وجلب صفقات جديدة لتغيير جلد السيتزنز، والقيام بعملية إحلال وتجديد دماء الفريق، مع ابتعاد عدة لاعبين عن مستوياتهم، مثل: كيفن دي بروين، برناردو سيلفا، جوندوجان وجاك جريليش.