هل كان يتوقع أحد أن المدرب الإسباني بيب جوارديولا، أحد أفضل مدربي كرة القدم عبر التاريخ، والأفضل حاليًا أن يقوم بإيذاء نفسه لمجرد خسارة أو تعادل مانشستر سيتي لمباراة؟، هو أمر غريب لكن حدث بالفعل.
ظهر بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بعد تعادل فريقه مع فينورد بنتيجة 3-3 في الجولة الخامسة لدور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا.
وعندما سُئل جوارديولا عن سبب الخدوش في وجهه خلال استضافته في إحدى القنوات العالمية بعد المباراة، قال مازحًا: "لقد خدشتها بأصبعي، أردت إيذاء نفسي". (للتعرف على التفاصيل اضغط هنا)
ماذا يقول الطب النفسي؟
وبما أن الأمر أصبح من الجانب النفسي أكثر، فتواصل "يلا كورة" مع الطبيب جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب، لشرح تفاصيل ما حدث بالأخص وأن جوارديولا يتوفر له كل شيء تقريبا ورغم ذلك عانى من اضطرابات.
وقال فرويز في تصريحات خاصة ليلا كورة: "ما حدث لجوارديولا كان أمرًا طبيعيًا لأنه أراد أن يخرج كم الضغوط التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، فمانشستر سيتي لا يزال يبحث عن الفوز الأول له منذ يوم 26 أكتوبر الماضي، والذي حقق فيه الفوز بنتيجة 1-0 على ساوثامبتون".
ومنذ ذلك التاريخ خسر مانشستر سيتي من توتنهام بنتيجة 2-1 في دور الـ 16 لبطولة كابيتال وان، ومن بورنموث 2-1، ومن سبورتنج لشبونة 4-1، قبل أن يخسر من برايتون 2-1، ومن ثم أمام توتنهام بنتيجة 4-0، ومن ثم تعادل مع فينورد بنتيجة 3-3.
وأضاف استشاري الطب النفسي: "الأمر كله يتحكم فيه (دوبامين) المسؤول عن التركيز والسعادة وأمور عديدة، فعندما يزداد أو ينخفض قد تحدث (كوارث)، وهناك شخصيات تحتاج للتأهيل النفسي قبل المباريات الكبيرة أو الفترات الصعبة".
وواصل: "بعدما جرح جوارديولا وجهه، تحدث في إحدى القنوات العالمية بشكل طبيعي، وبالتالي هنا كان (الدوبامين) قد استقر في مكانه أو معدله الطبيعي".
وأوضح: "لو لم يقم جوارديولا بهذا التصرف لما كنا جميعا نضمن تصرفه سواء أمام الكاميرات أو مع اللاعبين وكان قد تطور الأمور أكثر من ذلك".
واستشهد استشاري الطب النفسي بعقلية محمد صلاح، لاعب ليفربول قائلًا: "عندما نتحدث عن لاعب مثل محمد صلاح، تعرض لأزمات عديدة ولكن عقليته أثبتت أنه قادر على التحديات والتطور، ففي تشيلسي وفيورنتينا وروما كانت الأمور صعبة معه ورغم ذلك وصل إلى ليفربول وأصبح من عمالقة الدوري الإنجليزي".
وتابع: "ما الفارق بين صلاح وأي لاعب آخر؟ هو العقلية والتأهيل النفسي الدقيق له".
وواصل: "أطالب بوجود طبيب نفسي وأخصائي نفسي في جميع المراحل السنية، سواء في الناشئين وصولا إلى الفريق الأول، أرى بعيني لاعبين في الدوري المصري وفي أندية كبيرة تحتاج لطبيب نفسي خاص".
وأنهى: "محمود عبد الرازق شيكابالا كان يمكنه اللعب في أفضل أندية العالم في مرحلته العمرية، ولكن العقلية كانت أحد أسباب عدم حدوث ذلك، لن أبالغ إذا قلت إن شيكابالا كموهبة يمكنه مناطحة أفضل اللاعبين مثل ميسي ورونالدو وغيرهم من اللاعبين لكن الأمور لم تسر معه بالشكل الأفضل في الخارج".