لم يتم العثور على نتائج البحث

جميع المباريات

إعلان

أحمد فاروق يكتب.. "شكرًا علي فرج"

أسطورة الإسكواش علي فرج

أسطورة الإسكواش علي فرج

لم يكن مجرد نبأ اعتزال أحد الأبطال التاريخيين، بل كان خسارة حقيقية لمجتمع الرياضة المصرية، بانتهاء مسيرة نجم في أوج عطائه، كان مؤهلًا بقوة لارتداء ميدالية أوليمبية في لوس أنجلوس بعد ثلاث سنوات.

بنفس الهدوء الذي تميز به طوال مسيرته الاحترافية التي امتدت لستة عشر عامًا، اتخذ علي فرج أسطورة الاسكواش المصري قرار اعتزال اللعبة، بعد أيام معدودة من خوض نهائي بطولة العالم في شيكاغو، وهو الذي تُوج سابقًا باللقب العالمي أربع مرات، ليصبح ثالث أكثر لاعب تتويجًا بالبطولة الأهم في عالم الاسكواش، بعد أعجوبتي باكستان جانشير خان وجهانجير خان.

رسالته الأخيرة التي أعلن عبرها اعتزال اللعبة، بدا من خلالها أنه كان راضيًا بنسبة 100% عن قراره، حيث أكد أنه لم يكن وليد اللحظة، بل بدأ التفكير في القرار المصيري منذ جائحة كورونا قبل خمس سنوات، أي عندما كان في الثامنة والعشرين من العمر، ورغم ذلك حقق ثلاثة ألقاب ببطولة العالم، وأضعاف ذلك الرقم من بطولات "PSA" للمحترفين خلال تلك السنوات المعدودة، قبل أن تنتصر رغبته في قضاء وقت أطول مع أسرته، وابنتيه الصغيرتين "الجميلتين" اللتين زاحمهما الاسكواش في الاستحواذ على وقت واهتمام علي فرج.

لم يكن مجرد رياضي متميز، فمع مكانته الأسطورية التي صنعها خلال مسيرة استثنائية، جعلته أحد أعظم من أمسكوا بمضرب الاسكواش في التاريخ، إلا أن علي فرج قدم النموذج الأهم للرياضي، بدماثة خلقه وروحه الرياضية العالية، وبظهور راق اشتهر به منذ بدايات ظهوره كلاعب صاعد، وحتى الخطوات الأخيرة في مسيرته كنجم مخضرم متربع على صدارة التصنيف العالمي لأكثر من 50 شهرًا.

كذلك ثقافة علي فرج خريج "هارفارد" والمتحدث اللبق الذي يتقن العديد من اللغات بطلاقة، كلها أمور جعلته المثل الأعلى للعديد من اللاعبين الصاعدين في مصر والعالم، والنموذج الذي يُحتذى به داخل وخارج الملعب.

ما أكمل الصورة الرائعة لمسيرة علي فرج كانت الحالة الفريدة للنجاح الأسري الذي تجاوز نجاحه الفردي، فزوجته هي البطلة العالمية نور الطيب، والتي كانت واحدة من أبرز نجمات اللعبة لسنوات، وسبقت زوجها بقرار الاعتزال، بعد العديد من اللحظات الملهمة التي جمعتهما، أبرزها تتويجهما بنسختي الرجال والسيدات لبطولة أمريكا المفتوحة عام 2017، في مشهد أيقوني بتاريخ اللعبة.

الأسطورة المصري أكد مجددًا أن مبادئه تبقى دائمًا إحدى أبرز أولوياته، حيث حظيت القضية الفلسطينية، ودعم غزة بجانب بارز في رسالة اعتزاله، بعدما وصف القضية بأنها "أكبر منه وأكبر من الرياضة" وقال إنه لن يسمح بأن يكون الصمت أحد أنواع التواطؤ بسبب المعاناة التي قال علي فرج إنها "يصعب وصفها".

نموذج لن يكون من السهل تكراره، لكن الإرث الذي تركه في عالم الاسكواش المصري وفي الرياضة المصرية بشكل عام هو الباقي والملهم للكثيرين، "شكرًا علي فرج".

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg