الثلاثاء 4 فبراير 2020
08:45 م
منذ 18 عامًا، لم يشهد دوري الدرجة الأولى الإيطالي منافسة حقيقية بين أكثر من طرفين على قمة الترتيب، حيث مر الـ "كالتشيو" بفترات صعبة، نالت كثيرًا من شعبيته عالميًا، وزادت كثيرًا من الفوارق بين عملاقه يوفنتوس وبقية منافسيه.
وتُوج يوفنتوس بلقب الدوري المحلي في ثمانية مواسم متتالية، ولم يعاني كثيرًا للسيطرة على قمة جدول المسابقة في أغلب تلك المواسم، بينما كافحت بعض الأندية لمقارعته في مواسم محدودة، كان أبرزها روما ونابولي.
دخول إنترناسيونالي لدائرة المنافسة على لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسم الحالي لم يكن مفاجأة، بعدما تعاقد نادي مدينة ميلانو مع المدير الفني أنتونيو كونتي، الذي قاد عودة يوفنتوس التاريخية بعد أزمة هبوطه لدوري الدرجة الثانية عام 2006 وما تبعها من تخبط.
الألقاب الثلاثة التي حققها كونتي مع يوفنتوس في دوري الدرجة الأولى أعادته لأجواء الكرة الإيطالية بثقة كبيرة، خاصة مع تعاقدات قوية، تصدرها المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو من صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي والمدافع الأوروجواياني المخضرم دييجو جودين من صفوف أتلتيكو مدريد الإسباني، قبل مواصلة الدعم بصفقات في فترة الانتقالات الشتوية، كان أبرزها ضم الدنماركي كريستيان إيركسن من صفوف فريق توتنهام هوتسبر الإنجليزي.
بالفعل تجاوز إنترناسيونالي الجولة الثانية والعشرين من عمر المسابقة المحلية مقتربًا بشدة من المتصدر يوفنتوس، حيث يعتلي الأخير قمة جدول الترتيب برصيد 54 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط أمام إنتر، لكن المفاجأة الحقيقية تمثلت في ضلع ثالث لم يكن في الحسبان.
يحتل فريق لاتسيو المركز الثالث في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي برصيد 49 نقطة، إلا أنه يمتلك مواجهة مؤجلة، سيخوضها مساء غد الأربعاء وسط جماهيره مع هيلاس فيرونا، سيعني الفوز بها اقتناصه المركز الثاني، بفارق نقطتين فقط خلف يوفنتوس.
جنى لاتسيو ثمار ثباته في المواسم الأخيرة، التي شهدت تتويجه بلقبي كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي الأخيرين، رغم احتلاله المركز الثامن في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي بالموسم الماضي.
تحت قيادة المدير الفني الشاب سيموني إنزاجي، والذي تولى المهمة عام 2016، شهد لاتسيو تطورًا ملحوظًا من موسم لآخر، وأصبح رقمًا صعبًا في الكرة الإيطالية، رغم عدم نجاحه في تأمين مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا طوال تلك الفترة.
بذكاء كبير، وإنفاق محدود، نجح إنزاجي في صناعة توليفة فريدة، منحت مذاقًا خاصًا للدوري الإيطالي، وأعادت البريق لـ "جنة كرة القدم" التي افتقدت الكثير منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث لم تتنافس ثلاثة فرق بشراسة على اللقب المحلي منذ موسم 2001/2002 الذي حسمه يوفنتوس برصيد 71 نقطة، بفارق نقطة وحيدة أمام روما صاحب الذي احتل المركز الثاني وإنترناسيونالي الذي خسر اللقب بشكل درامي، عقب السقوط أمام لاتسيو في الجولة الأخيرة، ليحتل المركز الثالث برصيد 69 نقطة.
ترجم إنزاجي الشخصية التي صنعها لفريقه بظهور قوي في جميع مواجهات القمة التي خاضها خلال الموسم الحالي، حيث هزم ميلان خارج ملعبه بهدفين مقابل هدف في الجولة الحادية عشرة من عمر الدوري المحلي، وأذاق يوفنتوس الخسارة الأولى في الموسم بثلاثة أهداف مقابل هدفي في الجولة الخامسة عشر من عمر المسابقة ذاتها، قبل تكرار الفوز عليه بالنتيجة ذاتها بعد أسبوعين فقط في كأس السوبر الإيطالي بالأراضي السعودية، كما فاز لاتسيو على نابولي بهدف نظيف في الجولة التاسعة عشر من عمر الدوري.
ويتصدر تشيرو إيموبيلي مهاجم لاتسيو جدول ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى الإيطالي بأريحية، حيث سجل النجم الذي فاز لاتسيو بخدماته مقابل أقل من 9 ملايين يورو قبل أربعة أعوام 25 هدفًا، ليبتعد بفارق 6 أهداف عن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس وأقرب ملاحقيه.