EFE
الإثنين 6 نوفمبر 2017
11:30 م
بعد مسيرة امتدت 23 عاما حقق خلالها نجاحات لا يشق لها غبار مع جميع الأندية التي دافع عن ألوانها، أعلن النجم الإيطالي ولاعب الوسط، أندريا بيرلو، اعتزال كرة القدم بعد أن خاض دقائقه الأخيرة داخل المستطيل الأخضر مع فريقه نيويورك سيتي الأمريكي عقب الإقصاء من نصف النهائي المجمع على يد كولومبوس كرو.
وببلوغه عامه الـ38 ، كان "المايسترو" أو "ضابط الإيقاع" (كما يطلق عليه في إيطاليا) قد أعلن مطلع شهر أكتوبر الماضي أن لحظة تسليم الراية للاعبين الشباب قد حانت. "تدرك في وقت ما، أن اللحظة قد حانت. في كل يوم تعاني من مشاكل بدنية، لا يمكنك التدرب في أي وقت. أعتقد أنني قد اكتفيت، بالنظر لعمري الحالي".
إلا أن لحظة وداع أحد أفضل من أنجبتهم الساحرة المستديرة في إيطاليا والعالم في هذا المركز للملاعب امتزجت ببعض من مشاعر الحزن والمرارة بعد أن فشل فريقه في التأهل للدور النهائي في البطولة المجمعة.
وبدأت مسيرة النجم الإيطالي في بريشيا، حيث خاض مع الفريق أول مباراة له في "السيري آ" وعمره 16 عاما فقط، ليصبح اللاعب الأصغر في تاريخ الفريق اللومباردي الذي يشارك في الدرجة الأولى.
ولفت اللاعب الصغير حينها بأدائه الرشيق في وسط الملعب انتباه الجميع وبدا في الأفق أنهم بصدد موهبة سيقف أمامها التاريخ كثيرا، وهو ما حدث عندما أبدى المدرب الروماني المخضرم والمدير الفني لإنتر ميلانو آنذاك، ميرتشا لوتشيسكو، اهتمامه ببيرلو وينجح في التعاقد معه في 1998.
إلا أن الأمور لم تكن على ما يرام، وبعد عدة مواسم للنسيان، تخللتها عدة إعارات وانتقالات لأندية كثيرة، عاد اللاعب مرة أخرى على سبيل الإعارة للنادي الذي قدمه للملاعب.
ليلقى اللاعب في هذه الفترة اهتماما من جانب القطب الآخر في مدينة ميلانو، ميلان، تحت قيادة المخضرم كارلو أنشيلوتي، والرئيس سيلفيو بيرليسكوني.
وقام أنشيلوتي بتأخير موقع بيرلو داخل الملعب ليلعب دور لاعب الوسط الموزع للعب وضابط الإيقاع، وهو الأمر الذي ساهم في تفجر موهبة اللاعب، ليحجز في فترة وجيزة مكانا له ضمن كبار اللعبة، ويحصد لقبين في دوري الأبطال ومثلهما في "الإسكوديتو" مع "الروسونيري"، هذا فضلا عن اللقب الأغلى في مسيرته وهو كأس العالم 2006 بألمانيا مع "الآتزوري".
ولم يقتصر الاهتمام بالحصول على خدمات "المهندس" داخل إيطاليا فقط، بل امتد لأندية الصفوة داخل القارة العجوز مثل قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، وهو ما أعلنه اللاعب نفسه في سيرته الذاتية (أفكر، ثم ألعب).
وكانت كل الأمور مهيأة لبيرلو من أجل الانتقال للميرينجي لاسيما وأن الفريق حينها كان يضم بين صفوفه إيطالي آخر وهو فابيو كانافارو، الذي نجح في إقناعه بالانضمام للفريق، إلا أن رفض أدريانو جالياني، الرئيس التنفيذي للميلان آنذاك، حال دون ارتداء اللاعب للقميص الملكي.
ويسرد بيرلو في كتابه حول هذا الأمر: "مسألة اللعب لريال مدريد كانت تشغل تفكيري وقلبي وروحي. كنت سأنتقل حينها بعقد لخمس سنوات، وبمرتب خيالي لا ينتمي لهذا الكوكب".
كما تطرق أيضا لاهتمام الغريم التقليدي للريال به، برشلونة، ومحاولات مدربه حينها، بيب جوارديولا، لإقناعه بارتداء قميص البلاوجرانا.
وذكر ما قاله له جوارديولا بعد مباراة ودية بين ميلان والبرسا في 25 أغسطس 2010 : "لقد اصبحنا فريقا قويا للغاية، في الحقيقة لا يمكنني أن أطلب أفضل من هذا، ولكنك ستكون حبة الكرز فوق الكعكة. نحن نبحث عن لاعب وسط مع تشابي وإنييستا وبوسكيتس، وهذا اللاعب هو أنت. لديك كل المقومات لكي تكون لاعبا في برشلونة، ولكن بالأخص: أنت لاعب دولي".
ومع بلوغ عامه الـ31 ، وبعد فترة ذهبية مع ميلان، قرر بيرلو تغيير الأجواء وخوض تجربة جديدة عندما حط الرحال إلى مدينة تورينو، حيث "الغريم التقليدي للميلان"، يوفنتوس.
وكعادته، استمر بيرلو في نهمه لحصد الألقاب عن "البيانكونيري" حيث سيطر على مقاليد الأمور في إيطاليا وقاده للفوز بـ4 ألقاب متتالية في الدوري، كما أنه كان على أعتاب رفع الكأس "ذات الأذنين" للمرة الثالثة في مسيرته ولكنه خسر اللقب لحساب البرسا في نهائي 2015 ببرلين.
وبعد ذلك، قرر "المايسترو" أن يحزم حقائبه وينقل "موسيقاه" إلى نيويورك حيث أمتع أنظار الجماهير في الولايات المتحدة برؤيته داخل الملعب خلال 3 مواسم.
إلأ أن لعنة الإصابات أجبرته على كتابة الفصل الأخير في مسيرة أحد أفضل من داعبت أقدامهم الكرة واتفق الجميع على احترامهم داخل وخارج المستطيل الأخضر.