ماير عملاق "البساط الابيض" ينحني امام القرار المر
AFP
نيقوسيا (ا ف ب) - قبل اربعة اشهر من دورة فانكوفر الاولمبية الشتوية التي كان منتظرا ان يخوضها، "صعق" نجم التزلج على الثلج النمساوي هيرمان ماير وسط اللعبة في بلاده والعالم باعلان اعتزاله، واضعا حدا لمسيرة استثنائية في التزلج الالبي طبعها بطابعه وباسلوبه "الهجومي الثوري".
وقبل اسابيع قليلة من بلوغه سن الـ37 (7 كانون الاول/ديسمبر المقبل)، اتخذ "هيرمينيتور" قرارا صعب "الهضم" لكنه "موضوعي". ومن قفز طائرا في دورة ناغانو الاولمبية عام 1998، بكى دمعا حارقا منذ ايام.
"العملاق" ماير الفائز بذهبيتين اولمبيتين وبطل كأس العالم 4 مرات، احد الوجوه المؤثرة جدا على "البساط الابيض" في العقد الاخير، لن يفي بوعده استئناف التدريب اواخر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل استعدادا لخوض سباق "لايك لويز" في مستهل الموسم الطالع.
يوضح ماير "ان الرياح تغيرت"، فحسم قراره بعد تفكير "عقلاني وهادىء". انه قرار التوقف النهائي بعد مسيرة حافلة على مدى 13 موسما صنعت منه اسطورة.
في سباق "لايك لويز" 2008، احتفل ماير بعيد ميلاده الـ36 متوجا بالفوز الـ54 في جولات كأس العالم، وذلك بعد غياب نحو 3 سنوات، وتحديدا منذ انتصاره الـ53 في غاريش بارتنكيرشن.
الاصابة في ركبته خلال آذار/مارس الماضي، جعلت موسم ماير مبتورا وكان يحتل المركز السادس في جولات كأس العالم، لكنه لم يشعر مرة بثقل السنين او بضعف تجاوبه البدني. ويلفت الى انه دأب اخيرا على التدرب بحماسة "ومن دون أي دلائل تعب، ولا ازال استطيع المنافسة مع الافضل ، لكنه الوقت الانسب لاعلان الاعتزال. المهم ان اتمكن من التزلج مستقبلا من دون الم. وهذا جانب اساسي في حياتي. بشغف دائم تدربت وخططت للمنافسة وسابقت وفزت. وفي صغري لم احلم ان ابلغ هذه المرتبة".
خطا ماير خطوة حاسمة منسجما مع ذاته ومحيطه، فهو يريد ان يحافظ على البريق الذي غلف صورته منذ احترافه عام 1997، ليصبح "البطل العنوان في التزلج الالبي" الى جانب السويدي انغمار ستنمارك والفرنسي جان كلود كيلي والايطالي البرتو تومبا.
وماير الاولمبي الذهبي وحامل 4 كرات كريستال (نسبة الى عدد القابه في كأس العالم)، تعززت اسطورته بانجازات عودته عام 2003.
في 24 آب/اغسطس 2001، تعرض "الاستعراضي" ماير لحادثة على دراجة نارية، وخضع لجراحة دقيقة في ساقه اليمنى استغرقت 7 ساعات، وخشي الطاقم الطبي ان يضطر الى بترها من جراء مضاعفات الالتهابات وتبعاتها. لكن ماير تجاوز بعدها صعوبات النقاهة والعلاج الطبيعي وتعافى في فترة اعتبرت "قياسية"، و"خرق العاصفة" في كيتزبول محققا الفوز في سباق الـ"سوبر جاينت" بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2003.
قبل الحادثة، كان الهيمنة على الالقاب هدفا لماير، وبعدها ركز اكثر على الاستفادة من "الاوقات السانحة للمنافسة" على حد تعبيره، لكنه ظل ساحرا على المنحدرات.
على غرار النمساويين الموهوبين في التزلج، انخرط ماير في مدرسة متخصصة بفنون هذه الرياضة منذ سن العاشرة. سنوات امضاها في مدرسة شلادمينغ، لكنه لم يبرهن عن مزايا فارقة ولم يتأقلم سريعا مع مناهجها.
وبعد تمرسه، ظن ماير ان مستقبله المهني ينحصر بعمله معمارا في فصل الصيف ومدربا للتزلج في مدرسة العائلة خلال الشتاء. غير ان فوزه الاول في فلاشو (6 كانون الثاني/يناير) 1996، سرع في قرعه باب الاحتراف. وحينئذ، اختلفت معطيات الاستعداد خصوصا تحت اشراف الالماني الشرقي الدكتور بانسولد الاختصاصي السابق في الاعداد البدني واللياقة، فبات متزلجا لا يمكن الصمود امامه.
بعد خمسة اشهر من اعلان احترافه، احرز ماير فوزه الاول منطلقا في مسيرة شهدت خوضه 268 سباقا، اعتلى خلالها منصة التتويج 96 مرة، منها 54 مرة على "القمة". ووحده السويدي ستنمارك تفوق عليه في هذا المجال (86 انتصارا).
والى سطوته الاولمبية في ناغونو ومراحل كأس العالم (1998 و2000 و2001 و2004)، احرز ماير فضية الـ"سوبر جاينت" وبرونزية الـ"جاينت" في دورة تورينو الاولمبية عام 2006، و6 ميداليات ذهبية في بطولات العالم. كما فاز بخمس كرات كريستال صغيرة رمز تفوقه في الـ"سوبرجاينت" (1998 و1999 و2000 و2001 و2004) و3 كرات في الـ"جاينت" (1998 و2000 و2001)، وكرتين في سباقات الانحدار (2000 و2001). وعادل في موسم 2000 - 2001 الرقم العالمي لعدد الانتصارات في موسم واحد والبالغ 13 انتصارا، الذي كان يحتكره ستنمارك. واحتل صدارة موسم 1999 -2000 برصيد 2000 نقطة، وكرر هذا الانجاز عام 2004 جامعا 1265 نقطة فقط.
يعترف ماير ان مهنة "بطل التزلج" كانت حلما دائما بالنسبة اليه. وان قرار سلوكه درب الاحتراف كان "سهلا جدا"، لكن قرار الاعتزال "مر وعسير".
فيديو قد يعجبك: