الخميس 19 سبتمبر 2024
02:09 م
عالم منعزل على كرة القدم، يشهد تطبيق كل المحظورات التي لا علاقة لها باللعبة، من تزوير عقود وحجب رواتب، ومضايقات وصلت إلى الاعتداء جسديًا على لاعبات، داخل أروقة نادي بومجليانو الإيطالي للكرة النسائية.
النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو"، نشرت عبر موقعها الرسمي، تجارب اللاعبات اللاتي تعرضن لكافة أشكال الخداع في نادٍ يسيطر عليه الإهمال مع مضايقات من مسئوليه بالاعتداء جسديًا على بعضهن.
نادي بومجليانو الذي تأسس عام 2019، احتل المركز الأخير في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي للسيدات 2023-24، في موسم فوضوي، دربه خلاله 4 مديرين فنيين مختلفين، كما أن النادي أعلن الانسحاب ثم تراجع عن القرار بعد أيام.
ما القصة ؟
بحلول منتصف الموسم الماضي، توقف نادي بومجليانو عن دفع رواتب اللاعبين والمدربين، وتبين فيما بعد تزويرهم للتوقيعات على عقود العديد من اللاعبين.
كما أن أحد أعضاء طاقم العمل، تعدى بالضرب على لاعبة في وجهها وسبها، عقب مباراة للفريق أمام نابولي، أبريل الماضي، وذلك بعدما حاول الاعتداء على لاعبة من الفريق المنافس على أرض الملعب.
وبعض لاعبات الفريق كشفن أن أشخاصًا مرتبطين بالنادي دخلوا شققهم دون سابق إنذار، وتفاجئت إحداهن برؤية رجل قد أرسل لها رسائل غير لائقة، يتواجد داخل منزلها.
وشرعت بعض اللاعبات في سرد أزماتهن إلى "فيفبرو"، الذي بدوره نشر كواليس ما تعرضن له، دون ذكر أسمائهن، وذلك كما يلي:
اللاعبة "أ" وقعت على العقد خلال الموسم الماضي، ثم تعرضت لإصابة بالكتف، وهددها بالنادي باتخاذ إجراء قانوني ضدها، وبالفعل في وقت لاحق أنهى عقدها بشكل غير قانوني، ولم يتحمل تكاليف علاجها، مخالفًا لوائح الاتحاد الإيطالي.
ولا تزال اللاعبة "أ" التي أنجبت طفلها الأول العام الماضي، تستحق أجر 4 أشهر، ولم يقم النادي بإبلاغها بإنهاء واكتشفت ذلك عندما تواصلت مع اتحاد الكرة، وقالت: "تواصلت مع الاتحاد بشأن إصابتي، بناء على ملاحظات طبي العظام الذي أخبرني بالحاجة إلى جراحة، في حين أن النادي تجاهل ذلك ووضعني في قائمة المباراة".
أضافت: "تلقيت رسائل تهديد من النادي بأنني حال عدم حضوري التدريبات، رغم الإصابة، سيتم مقاضاتي، وعندما أخبرتهم بحاجتي للجراحة، قدموا طلب فسخ تعاقد مزيف إلى الرابطة، ولم يتم إبلاغي، وعلمت ذلك من محامٍ في اتحاد اللاعبين الإيطاليين".
بينما اللاعبة "ب" التي كانت سابقًا ضمن صفوف بومجليانو، لم تتلقى راتبها بالكامل خلال موسم 2023-24، كما أنها حصلت على وعد بالحصول على غرفة نوم خاصة في شقة، بينما انتهى بها الأمر في غرفة مليئة مع زميلة أخرى في الفريق.
وقالت اللاعبة "ب": "لم يكن لدى النادي أحد للتعامل مع اللاعبين العائدين من الإصابة، وعندما عانيت من إصابة خطيرة، وحاجتي للعلاج، تم إشراكي في مباراة تدريبية على الفور، ثم تعرضت لإصابة ثانية وكان النادي مترددًا في إخضاعي لأشعة رنين مغناطيسي، وبعد ذلك الطبيب فحصني، وأكد أنني بخير".
وفي السياق نفسه، قال اللاعب "سي": "عندما ذهبنا للفحص الطبي مع الفريق بأكمله، قمنا بتمارين القلب فقط، ولم أقم بالفحص الطبي الشخصي قبل التدريب مع الفريق، وفي مرحلة ما، اعتقد رئيس النادي أن اللاعبين لا يريدون اللعب، لكن الحقيقة أنهم أصيبوا ولم يحظوا بالاهتمام".
وأضاف: "كانوا يجبرون اللاعبات على الذهاب إلى الكنيسة بصرف النظر عما الديانة، كان الأمر إلزاميًا على الجميع".
بينما اللاعبة "د" قالت إنها تعرضت للتحرش، من رجل مرتبط بمسئولي النادي، والذي أرسل لها عدة رسائل غير لائقة عبر واتساب، وقالت لـ"فيفبرو": "عند انضمامي للنادي ساعدني في منزلي، وقال لي إذا واجهتي أية مشاكل، سأساعدك"، وتابعت: "بعد فترة أرسل لي أنه يريد قضاء أمسية معي".
وأشارت اللاعبة "أ" في ختام حديثها: "كنت واحدة من اللاعبات الأكبر سنًا، وربما شعر الكثير من اللاعبات الأصغر سنًا هناك أن حياتهم المهنية بأكملها على المحك، لذلك "إذا كنت لاعبًا ذاهبًا إلى إيطاليا، أنصحك بالحصول على أرقام الاتصال الخاصة باتحاد اللاعبين على الفور، هذه أرقام جيدة يجب أن تحتفظ بها على هاتفك، اتحاد اللاعبين موجود لمساعدتك."
وعلى الرغم من هبوط نادي بومجليانو إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي، لم يستطع المشاركة، لفشله في الحصول على ترخيص، وذلك بعدما تقدم بعض من اللاعبات بشكاوى إلى اتحاد لاعبي كرة القدم الإيطالي، للحصول على المتأخرات والتعويضات، ولا تزال الإجراءات مستمرة.