مارادونيات (5).. هدف العويران الذي خُلد في ذاكرة الأخضر

على الرغم من انتهاء مسيرة مارادونا الكروية منذ أكثر من 23 عاماً بعد أن أنهى مسيرته في صفوف بوكا جونيوز الفريق الذي عشقه منذ الصغر، إلا أنه أصبح أيقونة وعلامة فارقة في تاريخ كرة القدم، وملهماً لجميع لاعبي كرة القدم حول العالم.

"يلا كورة" يقدم سلسلة "مارادونيات" التي ستنشر تباعاً خلال شهر رمضان والتي سترصد جميع الأهداف التي كانت مشابهة لأهداف الأسطورة مارادونا.

سجلت المنتخبات العربية التي شاركت في بطولة كأس العالم عبر التاريخ أهدافا كثيرة، ولكن الهدف المارادوني الذي سجله بطل حلقة اليوم يبقي راسخا في ذاكرة الجماهير العربية وتاريخ كرة القدم.

سجل سعيد العويران نجم منتخب السعودية هدفاً خُلد في ذاكرة مشجعي الأخضر، وكان في منافسات كأس العالم 1994 والذي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها الأخضر لمنافسات كأس العالم في تاريخه.

أوقعت القرعة السعودية ضمن المجموعة السادسة التي ضمت منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب، واستهل الأخضر مشاركته أمام هولندا بالخسارة بنتيجة 1-2، قبل أن يتغلب في المباراة الثانية على المغرب بهدفين مقابل هدف، وكان المنتخب السعودي في حاجة إلى تحقيق الفوز في مباراته ضد بلجيكا، لخطف بطاقة التأهل لثمن نهائي كأس العالم.

هدف العويران المارادوني بدأ عندما كانت الهجمة لصالح المنتخب البلجيكي لكن محمد عبد الجواد قطع الكرة على مشارف منطقة الجزاء ومررها للعويران الذي انطلق من قبل منتصف الملعب، وسط تواجد 7 لاعبين سعوديين حوله، ونجح بمراوغة عدة لاعبين بلجيكيين ووضع الكرة بطريقة مميزة في الشباك في الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء.

وتُقدر المسافة التي قطعها العويران في ذلك الهدف، 69 مترًا بسرعة قدرها 18.6 كيلو متر في الساعة، في 11 ثانية، ليفوق ما قطعه الأرجنتيني دييجو مارادونا صاحب الهدف الأجمل في تاريخ كأس العالم في شباك منتخب إنجلترا بكأس العالم في المكسيك عام 1986.

ولم تستمر مسيرة الأخضر في كأس العالم كثيراً، حيث اصطدم في ثمن نهائي البطولة بالمنتخب السويدي، ليودع المسابقة بعد خسارته بنتيجة 3-1.

واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هدف العويران كأجمل هدف في البطولة حينها، كما تم اختياره واحداً من أجمل الأهداف التي تم تسجيلها في تاريخ كأس العالم ونال من خلاله اللاعب شهرة عالمية واسعة حينما تصدرت لقطة الهدف والاحتفالية به عناوين العديد من وسائل الإعلام.