الثلاثاء 14 أغسطس 2012
01:32 م
كتب - كريم رمزي:
للحقيقة ربما وجوه كثيرة، وهنا نعرض ما هو أقرب للحقيقة من وجهة نظرنا في أولمبياد لندن التي شهدت 10 مشاهد هادفة وربما أكثر تجسد فيلم رائع للرياضة، بمشاركة مصرية "بمنظرين".
المشاركة المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام في أولمبياد لندن 2012 جاءت هزيلة "كالعادة" مع بعض الاستثناءات، وشهدت الأولمبياد بعض المفارقات وحقائق نعرض منها ما يلي:
الحقيقة الأولى: قد يبدو أمرا هزيلا ان أترك الأرقام القياسية للأسطورتين يوسين بولت أو مايكل فيليبس، لأبدأ تقريري بإنجاز نشر في تقارير انجليزية رسمية منذ ثلاثة أيام بعنوان "مترو لندن يحطم رقمه القياسي في الركاب خلال الأولمبياد" وذلك بعد ان استقبل 52 مليون راكب خلال الدورة، والطريف ان اليوم الذي نشر فيه هذا التقرير كانت القاهرة تعيش أزمة تعطل الخطوط الثلاثة للمترو بسبب سرقة الكابلات، وتذكرت وقتها "صفر المونديال الشهير" وقت ان كانت مصر تعرض ملفها على الفيفا بالتفاخر بالأهرامات الثلاثة وأبو الهول.
الحقيقة الثانية: استعرضت لندن في حفل ختام الأولمبياد مائة وخمسين عاما من الموسيقى البريطانية، من الموسيقى الكلاسيكية الى موسيقى البوب، وتوقفت أمام مشهدين هنا – الأول: أمام القلة في مصر التي تنادي بان الفن حرام ولا يصنع حضارات الشعوب، والثاني: البحث عن مطرب يجيد اللغة الانجليزية بطلاقة لتكليفه بأغنية افتتاح أي بطولة دولية في مصر بغض النظر عن تراثنا الفني الرائع.
الحقيقة الثالثة: رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال ان الأولمبياد قامت بدفعة هائلة للاقتصاد البريطاني "المريض"، وقال خبراء ان الدورة حققت أرباحا تزيد عن 13 مليار جنيه استرليني بجانب النزول بمعدل البطالة من 8.8 بالمئة إلى 8.4 بالمئة، في المقابل يكفينا في مصر الحديث عن "حقوق البث الفضائي للمباريات".
الحقيقة الرابعة: نشر الزميل عمرو فهمي في وكالة الأنباء الاسبانية تقريرا مميزا عن ميداليات العرب في الأولمبياد التي وصلت لـ 12 ميدالية هو نفس العدد الذي حققته إيران بمفردها بتفوق نوعي متمثل في أربع ذهبيات، مصر تتفوق في التعداد السكني على ايران وشاركت بضعف البعثة الأولمبية التي شاركت بها إيران ورغم ذلك حققت الأخيرة ستة أضعاف ما حققه "الفراعنة".. في كل الأحوال قد تكون "المرجعية السياسية" طريقنا للوصول لما تحققه إيران في الرياضة بالمستقبل.
الحقيقة الخامسة: استعانت معظم الدول بأطباء نفسيين للاعبيها في الأولمبياد بمنطق المقولة الرياضية الشهيرة "أداء اللاعب ينقسم إلى 10% أداء بدنيا و90% أداء ذهنيا، وفي مصر شارك بعض اللاعبين في الأولمبياد بدون مدربين.
الحقيقة السادسة: الحكومة البريطانية التي لم تترك أي شيء للصدفة حرصت على توفير اجواء رمضانية للرياضيين والموظفين والاعلاميين المسلمين المتواجدين في لندن للمشاركة في الاولمبياد، ووفرت الخدمة الدينية لمساعدة حوالي 17 ألف رياضي ومسؤول بجانب الموظفين والاعلاميين، وهذه الأديان هي الاسلام والمسيحية واليهودية والهندوس والسيخ والبهائية والجاينية والبوذية والزرادشتية، ويبقى السؤال المصري الدائم في كل البطولات الدولية التي نشارك فيها "هو لو لاعب مصري واجه اسرائيلي ينسحب ولا لأ"؟
الحقيقة السابعة: قدم كولين موينيهان رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية استقالته بعد يوم واحد من انتهاء الدورة الأفضل في التاريخ وبعد تحقيق أكبر انجاز لبريطانيا على مستوى الميداليات، ولو حقق مسئول مصري هذه الانجازات لبقى في منصبه حتى بعد مماته !
الحقيقة الثامنة: تفوقت التغطية الرقمية "الانترنت" على حجم التغطية الإعلامية التلفزيونية للمرة الأولى في الأولمبياد حسبما أكد رئيس التسويق التلفزيوني في اللجنة الأولمبية الدولية تيمو لومي، ورغم الصراع الاعلامي الذي يعيشه الان العالم بين وسيلتين فقط هما "الانترنت والتلفزيون" لا نزال في مصر نتصارع على تعيين رؤساء تحرير "الصحف الورقية".
الحقيقة التاسعة: المشاركة المصرية في الأولمبياد جاءت أشبه بفيلم "المقاولات"، دعاية زائفة .. تكاليف ضعيفة .. مواهب مهدرة .. ورغم ان هناك بطبيعة الحال رواد لهذه الأفلام إلى انهم تفاجئوا "بمنظرين" فقط بمجهود فردي لكرم جابر وعلاء الدين أبو القاسم.. ونبقى في انتظار "الفيلم الرياضي الهادف".
الحقيقة العاشرة: "الرياضة متعة" حسبما جاء في لندن 2012.
للتواصل مع الكاتب مباشرة عبر فيسبوك أضغط هنا
للتواصل مع الكاتب مباشر عبر تويتر أضغط هنا