الأربعاء 18 أغسطس 2010
10:28 ص
من باتريك فينيال
باريس 18 أغسطس اب (خدمة رويترز الرياضية العربية) - أهدر نيكولا انيلكا
الذي كان مستقبله الدولي واعدا في يوم ما موهبته الرائعة بسبب غضبه السريع
وستبقى الجماهير الفرنسية تتذكره بسبب امور سلبية عديدة.
ولم يكن انيلكا مختلفا كثيرا عن الأسطورة السابقة اريك كانتونا إذ لم يتألق
بقميص منتخب فرنسا كثيرا وربما لا يرتدي اللاعب هذا القميص مرة أخرى بعدما عاقبه
الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أمس الثلاثاء بالإيقاف لمدة 18 مباراة.
وعوقب انيلكا بسبب توجيهه إهانة للمدرب ريمون دومينيك في كأس العالم بجنوب
افريقيا. وأعيد اللاعب لبلاده بعد هذه الواقعة لينضم لمجموعة تضم الارجنتيني دييجو
مارادونا والايرلندي روي كين أعيدوا إلى بلادهم خلال الحدث الكروي الأكبر.
وانيلكا واحد من خمسة لاعبين استدعاهم الاتحاد الفرنسي للتحقيق لكنه لم يذهب
لجلسة استماع الأمس وهو ما كان مؤشرا على أنه غير مهتم بمستقبله مع منتخب فرنسا.
وتلقى انيلكا في بداية مشواره إشادة وقارن البعض بينه وبين البرازيلي
رونالدو لكنه ذهب إلى جنوب افريقيا لخوض أول بطولة لكأس العالم وعمره 31 عاما.
وتوقع كثيرون أن يظهر مهاجم تشيلسي الإنجليزي مهاراته الكبيرة في ملاعب البطولة
المقامة في افريقيا.
لكنه لم يفعل ذلك وطرد من معسكر بلاده بسبب إهانته لدومينيك بعدما انتقده
المدرب في الملعب واستبدله بين شوطي المباراة التي انتهت بالخسارة 2-صفر أمام المكسيك
في الجولة الثانية.
وخطف انيلكا الذي تألق في منافسات قليلة خلال مشواره المتقلب على مدار أكثر
من عشر سنوات الأنظار عندما كان عمره 19 عاما بتسجيل هدفين لتفوز فرنسا على
إنجلترا 2-صفر في ويمبلي في فبراير شباط 1999.
وقال ديدييه ديشان قائد منتخب فرنسا آنذاك "لقد وجدنا رونالدو الفرنسي."
لكن رغم ذلك لم يكن انيلكا على مستوى اثنين من المهاجمين الرائعين لجيله وهما
ديفيد تريزيجيه وتييري هنري.
وتألق انيلكا على مستوى الأندية على فترات أبرزها مع أرسنال ومؤخرا مع
تشيلسي لكن اللاعب كثير الترحال لم يمكث في ناد واحد فترة طويلة لكي يضع بصمته
الحقيقية على عكس ما حدث مع تريزيجيه في يوفنتوس أو هنري في ارسنال.
وتسبب خروج اللاعب عن النص وسرعة غضبه في خلاف مع مدربيه ورؤسائه ورحيله عن
أكثر من فريق كما أنه لم يكن نجم فريقه الأول وكان محبطا لجماهيره في بعض الأحيان رغم
امتلاكه موهبة كان يمكنها ان تجعله من عظماء كرة القدم.
كما حظي أنيلكا بشهرة تتعلق بافتقاده للتركيز في المواقف المهمة وأبرزها
إهداره لركلة ترجيح في نهائي دوري أبطال اوروبا مع تشيلسي أمام مانشستر يونايتد
عام 2008.
ويتميز انيلكا بالقوة والقامة الطويلة وعادة ما تكون مشاهدته شيئا جيدا
لكنه لا يكون مؤثرا في كل الأحيان.
لكنه أخيرا لعب دور البطولة وساهم بشكل كبير في فوز تشيلسي بلقبي الدوري
والكأس في انجلترا في الموسم الماضي.
والشيء الذي فشل أنيلكا في فعله هو ترك بصمته على المنتخب الفرنسي إذ اكتفى
بتسجيل 14 هدفا في 69 مباراة وفي بعض الأحيان يترك انطباعا بأنه لا يكترث بالفريق.
وهذا بالفعل ما حدث عام 2003 عندما رفض استدعاء المدرب جاك سانتيني وبعد
ذلك أيضا في جنوب افريقيا عندما بدا تائها في الملعب وتسبب ذلك في مطالبة بعض
النقاد بمشاركة هنري على حسابه.
وبتوجيهه إهانة لدومينيك سار انيلكا على نهج كانونتا الذي أساء لمدربه هنري
ميشيل ووصفه بأنه " تافه" عام 1988 وتسببت تلك الواقعة في غيابه عن تشكيلة
منتخب بلاده لعدة أشهر.
وبذل باتريس ايفرا الذي حمل شارة قيادة منتخب فرنسا في كأس العالم وعوقب
بالإيقاف خمس مباريات أمس بسبب دوره في تمرد اللاعبين قصارى جهده للدفاع عن زميله
انيلكا في جنوب افريقيا.
وقال ايفرا في يوم طرد انيلكا من معسكر فرنسا وإعادته لبلاده "انه من المؤلم
له ان يضطر لتركنا لأنه يحب منتخب فرنسا."
واضاف "من لا يعرفونه سيقولون إنه شاب سيء وما شابه لكني اعرفه بشكل جيد
وهو ليس كذلك على الإطلاق. إنه شخص لطيف للغاية."
أ خ ر - ف ع (ريض)
arsp