AFP
الإثنين 29 مارس 2010
05:06 م
الرام (الضفة الغربية) (ا ف ب) - رقص لاعب كرة القدم الغزاوي اسماعيل العمور (24 عاما) فرحا عقب تتويج فريقه جبل المكبر من الضفة الغربية بطلا للدوري الفلسطيني الاحد فيما هتف الجمهور له "دور دور دور بنحبك يا لعمور".
وكان العمور، اتى من غزة قبل ثلاثة اعوام الى الضفة الغربية بتصريح خاص، ليلعب كرة القدم، شأنه في ذلك شأن لاعبين اخرين قدموا للسبب ذاته، بعدما توقف دوري كرة القدم في قطاع غزة. وقال العمور لوكالة فرانس برس "اشعر بالفخر والاعتزاز لانني قدمت من غزة لالعب مع فريق قريب من القدس، واستطعت ان اساهم في ادخال الفرحة الى قلوب الاف من ابناء البلدة التي العب لها".
واضاف "كرة القدم تصنع ما لا يمكن للسياسة ان تصنعه، وهي دائما حلقة الوصل بين الشعوب، وبالتأكيد يجب ان تكون حلقة وصل كبيرة بين ابناء الشعب الواحد، وانا اشعر ان كرة القدم الفلسطينية من الممكن ان تحقق الوحدة الفلسطينية اكثر من السياسة".
واستقدمت الاندية الفلسطينية في الضفة الغربية 20 لاعبا للعب معها من غزة. وعلى عكس العمور عاش اللاعب سليمان العبيد، من مخيم الشاطىء، لحظات حزن مع اهالي مخيم الامعري حينما خسر فريقهم البطولة، امام جبل المكبر.
ويسكن في مخيم الامعري في الضفة الغربية، سبعة لاعبين من قطاع غزة، استقدمهم مركز شباب الامعري للعب ضمن صفوفه، بعدما تم اصدار تصاريح خاصة لهم. ويلعب هؤلاء شأنهم في ذلك شأن العمور في صفوف المنتخب الفلسطيني.
وقال سليمان العبيد لوكالة فرانس برس "لا اشعر بأي نوع من الغربة رغم ابتعادي عن اسرتي المقيمة في غزة، منذ عشرة شهور". واضاف "الحمد لله على ان فتح وحماس اتفقتا على تشكيلة اتحاد الكرة، ولم نتعرض لاشكاليات مثل تلك التي تحصل في المؤسسات الاخرى". وقال العبيد، وهو يقف مع مجموعة من الشبان وسط مخيم الامعري "كرة القدم تحقق حاجات لا تستطيع السياسة تحقيقها، وخاصة وحدة الضفة والقطاع".
وانقطعت العلاقات ما بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007، ولم تفلح الجهود التي بذلت على المستويين الفلسطيني والعربي لاعادة العلاقة الى سابق عهدها.
وانعكست الخلافات ما بين حركتي فتح وحماس على عمل غالبية المؤسسات الفلسطينية، اذ سيطرت حماس على المؤسسات العاملة في غزة فيما سيطرت فتح على غالبيتها في الضفة الغربية. لكن مجلس اتحاد الكرة الفلسطيني خلافا لمؤسسات فلسطينية وطنية اخرى، نجح في ان يكون المؤسسة الوحيدة التي تضم اعضاء من غزة ومن الضفة الغربية.
ويضم مجلس اتحاد الكرة، الذي انتخب اواخر العام 2008، 14 عضوا، ثمانية من الضفة الغربية اضافة الى رئيس الاتحاد، واربعة من قطاع غزة، اضافة الى نائب رئيس الاتحاد. ولا يشهد الاتحاد خلافات تتعلق بالانقسام ما بين غزة والضفة، مثلما يحصل في الكثير من المؤسسات، كنقابة الصحافيين او اتحاد المعلمين او العاملين في القطاع العام.
ويفتخر رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب بما حققه من انجازات على صعيد الكرة الفلسطينية، خصوصا فيما يخص مشاركة غزاويين في رسم سياسات الاتحاد. وقال لوكالة فرانس برس "اعتز وافتخر بانني كونت شخصية وطنية رياضية فلسطينية في سلوكها، تؤمن بوحدة الشعب الفلسطيني سواء في المحافظات الجنوبية (غزة) او المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) او في الشتات".
واوضح "منذ ان تم انتخابي رئيسا لاتحاد الكرة الفلسطينية، عملت على عنصرين: العنصر الاول ان كرة القدم، او الرياضة الفلسطينية هي لكل الفلسطينيين وتمارس من اجل رفعة العلم الفلسطيني". والعنصر الثاني، الذي اشار اليه الرجوب هو "ان الرياضة ليست جزءا من التجاذبات السياسية، ولن تكون مشروعا شخصيا لاحد".
وللتأكيد على توجهاته، اطلق الرجوب على الدوري الفلسطيني العام، اسم "ابو علي مصطفى" الامين العام للجبهة الشعبية الذي اغتالته اسرائيل العام 2002. ويحرص الرجوب على دعوة قياديين سياسيين لمتابعة مباريات الدوري الفلسطيني، من على منصة الشخصيات الهامة.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح الذي تواجد على منصة الشخصيات الهامة في احدى المباريات "ما يحدث من مشاركة ابناء قطاع غزة في الدوري الفلسطيني هو الشيء الصحيح، واحد الانجازات التي تم تحقيقها في ظل الوضع السياسي القائم".
واضاف "عضوية مجلس اتحاد الكرة ايضا، التي ضمت شخصيات رياضية من الضفة الغربية وقطاع غزة، هو نهج يدعم ويسهم في الوحدة، وعلى كافة المؤسسات الفلسطينية ان تحذو حذوه". ونجح الاتحاد ايضا في تطوير مستوى المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، وانشأ منتخبا نسويا، ما وضعه ضمن اهتمامات الاتحاد الدولي لكرة القدم.