فلومينينسي البرازيلي.. عندما تنظر تحت قدميك أثناء صعودك لكأس العالم للأندية فتسقط فجأة

لم يفهم المسؤولون في نادي فلومينينسي البرازيلي أبدًا إحدى أشهر العبارات المتضمنة في تعليمات السلامة أثناء الصعود إلى قمة مرتفعة ما، حيث النصيحة بضرورة تجنب النظر تحت قدميك، لأن ذلك يعني حتمًا أنك ستسقط فجأة، من القمة إلى القاع.

الهبوط المدوي لفلومينينسي في 2024 -من فريق يخوض نهائي كأس العالم للأندية ضد مانشستر سيتي إلى فريق يحتل المركز الأخير في منافسات الدوري البرازيلي- لا يبدو منطقيًا.

سقوط فلومينينسي من القمة إلى القاع استغرق أقل من 200 يومًا، فبعد أن كان الفريق البرازيلي خصمًا جيدًا لمانشستر سيتي في نهائي كأس العالم للأندية في ديسمبر 2023، بات الأضعف في منافسات الدوري البرازيلي هذا الموسم، مكتفيًا بفوز وحيد بعد 15 مباراة، مع 10 هزائم و4 تعادلات.

فلومينينسي.. عندما تنظر تحت قدميك فتسقط فجأة

البحث عن مكاسب وقتية وانتصارات آنية، دون إلقاء بال لمستقبل فريق كرة القدم، خطأ ارتكبه فلومينينسي البرازيلي بوضوح، لينشغل بتحقيق اللقب الأول في تاريخه بكوبا ليبرتادوريس، على حساب صناعة فريق شاب، ما انتهى بالتأهل بالفعل إلى كأس العالم للأندية 2023، والسقوط لاحقًا.

ونجح فلومينينسي مع مدربه البرازيلي فرناندو دينيز في بلوغ نهائي كأس العالم للأندية أيضًا، متخطيًا الأهلي (2-0) في نصف النهائي، قبل أن يخسر على يد مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، 22 ديسمبر الماضي.

خطأ فلومينينسي كان اعتماد دينيز على 15 لاعبًا عمرهم أكبر من 30 عامًا، ليبدأ انهيارهم البدني والذهني هذا الموسم.

وتلجأ الفرق البرازيلية عادة إلى الاهتمام باللاعبين الشباب من أجل الحصول على أعلى مقابل مادي من بيع خدماتهم إلى أندية أوروبية، لكن فلومينينسي لم يفعل ذلك، لتضم قائمته مع دينيز، لاعبين مثل فابيو (43 عامًا)، فيليبي ميلو (41 عامًا)، مارسيلو وكانو (36 عامًا)، جانزو وكينو وتشافير (34 عامًا) وغيرهم.

السياسة التي اعتمدها فلومينينسي مع اللاعبين كبار السن، لم يتوقف عنها في 2024، إيمانًا منه بإمكانية تكرار إنجاز ليبرتادوريس، ربما في كأس العالم للأندية 2025 (متأهل بالفعل)، ليضم تياجو سيلفا (39 عامًا) هذا الصيف بعد أسابيع قليلة من التعاقد مع ريناتو أوجوستو (36 عامًا) ودوجلاس كوستا (33 عامًا).

ولم يكن هذا الخطأ الوحيد لفلومينينسي، إذ أهمل دينيز كذلك في مهام عمله بعد الموافقة على استمرار قيادته الفريق، في نفس الوقت الذي تولى خلاله تدريب المنتخب البرازيلي، دون أن يعي خطورة ذلك في المستقبل القريب، ليقال من منصبه هنا وهناك في أوقات متفرقة من 2024، حيث أصبح بلا نادٍ.

وتسلم مانو مينيز المهمة الفنية في فلومينينسي خلفًا لدينيز، لكن البرازيلي الذي نعرفه ربما من تدريبه السامبا بين 2010 و2012، أو من قيادته النصر في المملكة العربية السعودية، لم يحقق بعد أي انتصار هذا الموسم، ليبقى الفريق العجوز في المركز الأخير بـ7 نقاط، ما يهدد بهبوط عملاق جديد إلى الدرجة الثانية البرازيلية، بعد سانتوس.