جميع المباريات

إعلان

تقرير.. كرة القدم على خط النار.. دموع ودماء وسيطرة وغموض

افغانستان

افغانستان

في كل أنحاء العالم يعيش عشاق كرة القدم الإثارة ولكن الأمر ليس كذلك في بعض المناطق حيث يتجاوز حدود المال والمجد. فهناك منافسات في مناطق الصراعات في بعض أنحاء العالم، حيث يكون لعب كرة القدم سببا كافيا لتعريض حياتك للخطر وحيث يحمل الاستمرار في اللعب رسالة قوية.

فعلى سبيل المثال ستجرى مباراة مانشيستر يونايتد في الدوري الأوروبي ضد نادي زوريا لوهانسك الأوكراني في وقت لاحق هذا الموسم على بعد 560 ميلا من مقر هذا النادي في أوديسا الأكثر أمنا، ذلك أن النادي غير قادر على اللعب في موطنه مدينة لوهانسك لأكثر من عامين.

وجاء هذا النادي في المركز الرابع في الدوري الأوكراني في الموسم الماضي رغم أن لوهانسك والمناطق المحيطة بها في وسط الصراع مع روسيا منذ عام 2014 بعدما انضمت جزيرة القرم، الواقعة جنوبي أوكرانيا، إلى روسيا.

وعلى أثر ذلك احتوى الدوري الروسي ثلاثة فرق من القرم، وانتقل ناديا شاختار وأوليمبيك من دونيستك شرقي أوكرانيا إلى كييف بسبب النزاع.

ورغم ذلك، يتصدر شاختار الدوري الأوكراني حاليا.

وتقدم شبكة "بي بي سي" عربي تقريرا يدخل في أغوار الأحداث الملتهبة التي تقام على أطرافها مباريات كرة القدم على مدار السنوات الماضية.

"دم وعرق ودموع"

ورغم كل هذه الصعوبات في أوكرانيا إلا أنها تبدو محتملة إذا قورنت بالأوضاع في أفغانستان وسوريا.

ففي أفغانستان، انطلق الموسم الخامس للدوري الأسبوع الماضي. ومنذ انطلاقه عام 2012 وهو يكسب موطئ قدم في البلاد رغم أن المنظمين يقولون إن الوضع الأمني يزداد سوءا.

وقال كريس ماكدونالد المشارك في تأسيس الدوري لبي بي سي:" لقد تطلب الأمر الكثير من الدم والعرق والدموع كي يصل الدوري إلى ما هو عليه اليوم، لقد كانت خمس سنوات صعبة ولكنها عظيمة في نفس الوقت."

وأضاف قائلا:" بات لكرة القدم عشاقها هنا فهي تجلب الكثير من المتعة والسعادة وهي أمر سنواصل الحفاظ عليه."

وأضاف الدوري راعيا جديدا هذا الموسم حيث ستقوم الحكومة اليابانية بتوفير المال لشراء الأضواء الكاشفة لتتوفر في الملاعب الأفغانية للمرة الأولى في الموسم المقبل.

"هش"

ويقول المنظمون إنه على صعيد اللعب بات التنافس أكبر بين الفرق المشاركة مع ارتفاع المستوى عقب جلب مدربين جدد من طاجيكستان.

ويقول ماكدونالد إنه من الناحية الاجتماعية فإن كرة القدم تبقي الشباب بعيدا عن المزالق المحتملة مثل التطرف والمخدرات.

ومع ذلك فهناك تحديات تواجه المنظمين. فالحكومة المنتخبة في كابول، في حين توجد معاقل طالبان في الجنوب والشرق والغرب.

واعترف ماكدونالد لاعب كرة السلة الأمريكي السابق :" عندما بدأنا الدوري كان الوضع الأمني أفضل ولكنه هش أكثر الآن عما بدأنا، حيث بات لطالبان حضور قوي في عدد من الأقاليم."

ويقول إن هذه الهشاشة ربما تكون السبب في إحجام رعاة آخرين عن القدوم ودعم الدوري الأفغاني.

سيطرة مركزية

وتم تشكيل كل فريق أفغاني عبر سلسلة من الدورات المحلية في أقاليم البلاد الثمانية للدفع بأفضل اللاعبين إلى فرق الدوري.

وتجرى جميع التدريبات والمباريات في ستادي كابول وغازي. كما يتم ضغط الدوري في فترة قصيرة ليكون قابلا للتطبيق من الناحية المالية واللوجيستية.

وقال ماكدونالد:" إن كل الفرق تخضع مركزيا للدوري فهي تساعدنا لوجستيا وربما في المستقبل ندرس الملكية الفردية أو ملكية الشركات للنوادي، ولكن ليس لدينا أي خطط بهذا الشأن في الوقت الراهن."

ويتم تمويل الدوري من الرعاية المركزية كما وافق اتحاد كرة القدم على تغطية أي عجز في التمويل. ومن المتوقع أن تساعد الأضواء الكاشفة في الموسم المقبل على بيع حقوق البث للتليفزيون.

غموض الملكية

وقام جيمس مونتاغ بزيارة بلد آخر تمزقه الحرب هو سوريا للكتابة عن كرة القدم هناك وجاءت النتيجة كتاب "عندما يأتي الجمعة" عن كرة القدم في الشرق الأوسط.

ويقول:" غالبا ما تجدهم في مناطق النزاع وقد قلصوا الدوري إلى أحجام يمكن إدارتها."

وأضاف قائلا:" هذا ما حدث في مصر، وهم يفعلون ذلك في سوريا حاليا. ففي الشرق الأوسط كرة القدم موسم شتوي، ولكن لديهم موسم أقصر كثيرا من أوروبا."

وتابع:" والمدهش أن الدوري مستمر في سوريا، والمثير أن جميع المؤسسات الكبيرة لديها فرق، وتقليديا فإن فريق الجيش هو المهيمن وينافس في بطولة الدوري الآسيوي."

ومضى قائلا:" كما قرر الاتحاد السوري لكرة القدم خصخصة اللعبة لتحقق الأرباح وجذب العائدات من حقوق البث فسمحوا لرجال الأعمال بشراء الفرق ولكن يصعب كثيرا معرفة من يمتلك النوادي حاليا."

"قوة دائمة"

ومثل أفغانستان فإن فعاليات الدوري كله تجرى في مدينة واحدة هي دمشق، والتي يقول عنها مونتاغ إنها مازالت آمنة نسبيا لاستضافة المنافسات.

وتمثل الفرق المشاركة مدن دمشق وحمص وحلب وحماة واللاذقية والحسكة والقامشلي ويتصدر فريق الجيش الدوري.

وكانت المباريات الكبيرة تجذب نحو 50.000 متفرج من قبل، ولكنها الآن تجذب بعض مئات ، ورسم الدخول "بسيط" بحسب مونتاغ.

ويقول:" لعب كرة القدم في سوريا بات خطرا بسبب الوضع الأمني هناك، حيث تعرض العديد من اللاعبين للهجوم وبعضهم فقد حياته والبعض الآخر أصيب بشدة."

وأضاف قائلا:" ولكن الدوري أظهر القوة الدائمة لكرة القدم حيث أن المنافسات مازالت مستمرة."

فيديو قد يعجبك:

التعليقات