تنوع طريقة اللعب.. كيف حُسمت "معركة" ليفربول ويونايتد في الدوري الإنجليزي؟ (تحليل)

يبدو أن الثنائي أرني سلوت، وروبن أموريم، مدربا ليفربول ومانشستر يونايتد على الترتيب، أدركا جيدا كيف يستغلا نقاط الضعف في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس الأحد في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.

وحسمت نتيجة التعادل الإيجابي (2-2) مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد في اللقاء الذي أقيم على ملعب آنفيلد، ضمن مباريات الجولة الـ 20 لبطولة الدوري الإنجليزي.

وتواجد ليفربول بهذه النتيجة كما هو في صدارة ترتيب مسابقة الدوري الإنجليزي برصيد 46 نقطة، في حين أن مانشستر يونايتد يحتل المركز الـ 13 برصيد 23 نقطة.

كيف حسمت المباراة؟

بدأ ليفربول اللقاء بطريقة 4-3-3 مع لويس دياز مهاجم مركزي، ومع المحاولات المبكرة لكسر دفاع مانشستر يونايتد كان المهاجم الكولومبي يتراجع ويربط الكرة في وسط الملعب، مما أدى إلى إخراج دي ليخت من خط الدفاع.

وأظهرت الدقائق الأولى من المباراة أن نزول لويس دياز إلى الجانب الأيسر ونقل الكرات منح الثنائي كورتيس جونز وألكسندر أرنولد الحرية لاستلام الكرة وبداية الهجمات من العمق.

وركز ليفربول على الجانب الأيسر في أكثر الأحيان، وتبادل الثنائي جاكبو ولويس دياز في مركز المهاجم الصريح، ساعد أيضا في اختراق دفاعات مانشستر يونايتد، وهو ما حدث في الدقيقة 14 التي كاد جاكبو أن يسجل فيها بعد تمريرة رائعة من على اليسار.

مانشستر يونايتد يتقدم من الخلف على اليسار

كما وجد مانشستر يونايتد أن أفضل خطته كانت على الجانب الأيسر، حيث استخدم طريقة مكونة من 3-2-4-1 عند الهجوم، حيث عمل على تمرير الكرة على نطاق واسع ثم لعبها إلى الداخل، مستهدفين راسموس هويلوند بتمريرات أمامية مباشرة.

وكان هذا هو الحال بشكل خاص عندما قفز ظهيري ليفربول للضغط، كان برونو فرنانديز هو الذي وسع المساحة إلى اليسار مما أعطى مانشستر يونايتد أفضل فرصة للهجوم.

وبالفعل، جاءت أول لحظة حاسمة ليونايتد عندما وجد فرنانديز ديوجو دالوت من خلف المرمى، ليمرر الكرة إلى عماد، لكن الإيفواري أخطأ في توجيه الكرة برأسه من مسافة قريبة.

وبدأ مانشستر يونايتد في الاستحواذ على الكرة بشكل أكبر مع مرور الوقت في الشوط الأول، وحركة عماد للداخل منحت فرنانديز فرصة للتوسع، خاصة عندما كان دالوت في العمق وفي وضع يسمح له بالدفاع عن صلاح أثناء التحول.

وفي الدقيقة 40، تلقى فرنانديز تمريرة من أعلى ألكسندر أرنولد، لكن اللعب السيئ داخل منطقة جزاء ليفربول خذل الفريق الضيف.

وبعد لحظات، تلقى هويلوند تمريرة من مارتينيز في مواجهة فردية مع أليسون، لكن تسديدته تصدى لها الحارس، لكن مانشستر يونايتد أنهى الشوط الأول بتفوق.

واستمر هذا النمط في المراحل المبكرة من الشوط الثاني، حيث منح المدافع الأيسر مارتينيز التقدم لمانشستر يونايتد، بعد تمريرة متقنة من فرنانديز اخترقت خط ليفربول الأخير في منطقة الجزاء.

وجاء ذلك بعد المزيد من العمل الجيد مع الكرة من الجانب الأيسر لمانشستر يونايتد، ولكن أيضًا بعد الضغط الجيد على التحول؛ حيث أرسل مانشستر يونايتد المزيد من اللاعبين إلى الأمام على هذا الجانب، بما في ذلك مارتينيز.

ورغم سيطرة ليفربول على مجريات اللعب بعد ذلك، إلا أنه واصل كفاحه للسيطرة على هجمات يونايتد من الناحية اليسرى، ونجح جارناتشو - الذي دخل بديلا لكوبي ماينو في الدقيقة 72 على الناحية اليسرى - في تمرير الكرة إلى عماد ليسجل هدف التعادل.

وبعد التأخر بهدف، ومع قوة مانشستر يونايتد، كان سلوت يستعد لإجراء بعض التغييرات عندما نجح جاكبو في تسجيل هدف التعادل، وجاء الهدف في الوقت الذي كان مانشستر يونايتد فيه في موقف حرج، وكان لا يزال يحاول إعادة ضبط نفسه بعد الدفاع عن ركلة ثابتة، ومع ذلك، أجرى مدرب ليفربول تغييراته، حيث دفع بداروين نونيز بدلاً من دياز، وديوجو جوتا بدلاً من جونز.

وأدى تغيير سلوت لطريقة اللعب إلى 4-2-3-1 إلى منح ليفربول تهديدًا مركزيًا أكثر قوة، حيث اتجه جاكبو نحو البديلين، اللذين أصبحا الآن في مواجهة مدافعي مانشستر يونايتد الثلاثة.

وقلبت تغييرات سلوت مجرى المباراة؛ إذ سيطر ليفربول لفترة طويلة بدا خلالها وكأنه في طريقه لحصد النقاط الثلاث، وانضم الظهيران إلى أغلب هجمات ليفربول، حيث عمل آندي روبرتسون حول تحركات جاكبو المتنوعة، وعلى النقيض من ذلك، وجد ألكسندر أرنولد نفسه في مركز الوسط لفترة أطول، بينما ظل صلاح في الغالب على الجانب الأيمن.

وعندما ظل أحد لاعبي خط الدفاع في وضع متقدم بعد الركض إلى الأمام، كان لدى ليفربول خمسة لاعبين في مواجهة خط دفاع الضيوف مباشرة، ومع تزايد الضغط، وضعت ركلة الجزاء التي نفذها صلاح فريقه في المقدمة.

ولا شك أن التعديلات التي أجراها سلوت عززت من قوة هجوم ليفربول، حيث شكلت تهديداً لخط دفاع يونايتد، لكن الفريق الزائر لم يستسلم وتمكن من تقاسم النقاط.