الأحد 16 أغسطس 2020
02:41 م
منذ رحيل البرازيلي فيليب كوتينيو إلى صفوف فريق برشلونة الإسباني، ورغم تحقيق ليفربول بقيادة مديره الفني الألماني يورجن كلوب العديد من الإنجازات الكبرى، إلا أن خط وسط الفريق الإنجليزي لا يزال يفتقد لعنصر من طراز مختلف، في ظل التشابه الكبير لأدوار نجومه.
تقارير عديدة في إنجلترا وألمانيا أكدت أن نادي ليفربول حسم صفقة ضم الإسباني تياجو ألكانتارا لاعب خط وسط فريق بايرن ميونخ الألماني، بينما ينتظر النادي الإنجليزي انتهاء مشوار حامل لقب "بوندسليجا" في دوري أبطال أوروبا، لإعلان الانتقال رسميًا، وضم اللاعب لمعسكر استعداد الفريق للموسم المقبل.
لم يمنع التتويج بأربع بطولات أبرزها دوري أبطال أوروبا 2018/2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2019/2020 المدير الفني لفريق ليفربول من السعي الدائم لضم أحد اللاعبين الذين يملكون حلولًا إبداعية في خط وسطه، حيث حاول ضم بعض اللاعبين، أبرزهم الفرنسي نبيل فقير لاعب ليون السابق، والذي تعثرت مفاوضات انتقاله في اللحظات الأخيرة خلال صيف 2018.
يلعب يورجن كلوب بشكل ثابت بطريقة 4-3-3 والتي تعتمد على ثلاثة لاعبي في خط الوسط، يقومون بالتبادل بالأدوار الدفاعية والهجومية، وأبرزهم في الموسم الماضي جوردان هندرسون قائد الفريق، فابينيو وجوريجي فينالدوم، كما شارك على فترات المخضرم جيمس ميلنر والغيني نابي كيتا.
أدوار لاعبي خط الوسط في طريقة لعب كلوب تتلخص بشكل أساسي في استرجاع الكرة بأقصى سرعة ممكنة من الخصوم، وتمريرها بالسرعة ذاتها إلى ثلاثي خط الهجوم، محمد صلاح، ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو، وحتى في أوقات الضغط الهجومي الذي يقدم خلاله فينالدوم وهندرسون دعمًا أكبر لثلاثي خط الوسط، يبقى ليفربول مفتقدًا لحلول استثنائية، كان يقدمها كوتينيو بامتياز، خاصة في موسميه الأخيرين مع الفريق.
أرقام لاعبي خط وسط ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز توضح أن كلوب يفتقد بالفعل لعنصر من طراز مختلف، حيث كان فينالدوم أفضلهم من حيث نسبة التسديدات، التي بلغت تسديدة واحدة لكل مباراة، وخلفه جاء هندرسون بمتوسط بلغ 0.7 تسديدة لكل مباراة، بينما بلغت نسبة تسديدات فابينيو 0.4 تسديدة لكل مباراة.
على صعيد خلق الفرص، تصدر هندرسون لاعبي خط وسط ليفربول، بمتوسط بلغ 0.9 فرصة لكل مباراة، قبل نابي كيتا وفابينيو بمعدل بلغ 0.8 و0.7 لكل مباراة على الترتيب.
نسبة المراوغات الناجحة واحدة من أكثر العوامل التي توضح ما يفتقده ليفربول في خط وسطه، حيث لم يتمتع أي من لاعبي العملاق الإنجليزي بنسبة نجاح تجاوزت 0.6 مراوغة ناجحة لكل مباراة، وهو هندرسون الذي قدم موسمًا متميزًا أهله للتتويج بجائزة لاعب العام في إنجلترا، تبعًا لرابطة الكتاب الإنجليز، وخلفه جاء ميلنر بمتوسط بلغ 0.5 مراوغة فقط.
ربما لا ترتقي أرقام تياجو في الموسم الأخير للفوارق المأمولة مع لاعبي خط وسط ليفربول، لغياب اللاعب عن مباريات عديدة، بسبب الإصابة، بالإضافة لاختلاف أدواره تحت قيادة المدير الفني هانسي فليك، لكن رغم ذلك تصدر ألكانتارا قائمة أفضل المراوغين في بايرن ميونخ بمنافسات بوندسليجا، بمتوسط بلغ 3 مراوغات ناجحة لكل مباراة، وهو المتوسط الذي لم يتفوق فقط على لاعبي خط وسط بطل بريميرليج، بل تجاوز المهاجمين أيضًا، حيث كان السنغالي ساديو ماني أفضل مراوغي ليفربول في موسم بريميرليج الأخير، بمعدل مراوغتين ناجحتين لكل مباراة.
لكن في موسم 2018/2019 كان تياجو أحد أفضل اللاعبين في دوري الدرجة الأولى الألماني بشكل عام، وليس بايرن ميونخ فقط، فبلغ معدل خلقه للفرص 1.3 لكل مباراة، كما حصل على أخطاء لمصلحة فريقه بمعدل 1.1 لكل مباراة، وسجل هدفين كما صنع 6 أهداف.
وفي دوري أبطال أوروبا زاد معدل خلق تياجو للفرص، ليبلغ 1.4 لكل مباراة، كما ارتفعت معدلات حصوله على أخطاء لتبلغ 1.6 لكل مباراة.
تياجو ألكانتارا الذي يلعب في خط الوسط الصريح بشكل أساسي يملك القدرة على التحول لصانع اللعب في كثير من الأحيان خلال المباريات، ويأتي معدل التمرير كأحد أبرز العوامل التي توضح الدور الكبير الذي قد يحدث به تياجو الفارق في صفوف ليفربول.
معدل التمريرات الصحيحة للاعب خط الوسط الألماني في منافسات بوندسليجا بالموسم الأخير بلغ 74.9 لكل مباراة، بينما بلغت أكثر معدلات التمرير الناجح بين لاعبي ليفربول 61.9 لكل مباراة، وكان الرقم من نصيب هندرسون، قبل فابينيو الذي مرر الكرة بمتوسط 56.4 لكل مباراة.
تواجد ألكانتارا الذي يقوم بدور الـ "مايسترو" في وسط الملعب سيساعد كثيرًا البرازيلي فيرمينو، الذي يضطر في كثير من الأحيان للنزول إلى عمق الملعب، لمنح المساحات اللازمة للجناحين صلاح وماني، مما سيعزز قوة ليفربول الهجومية في الأمتار الأخيرة من الملعب.
ويبلغ ألكانتارا من العمر 29 عامًا، ونشأ بصفوف نادي برشلونة الإسباني، قبل الانضمام إلى بايرن ميونخ عام 2013، وقدرت تقارير بريطانية قيمة صفقة انتقاله إلى ليفربول بسبعة وعشرين مليون جنيه إسترليني.