تقرير.. الدماء الشابة تنعش حاضر ومستقبل تشيلسي تحت قيادة لامبارد

في ظروف صعبة للغاية، وعقب عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بحرمانه من التعاقدات لفترتي انتقالات متتاليتين، تقلصت بعد ذلك إلى فترة وحيدة، تعاقد تشيلسي مع نجمه السابق فرانك لامبارد لقيادة الفريق فنيًا في الصيف الماضي.

تحت قيادة لامبارد في تجربة التدريبية الأولى بنادي ديربي كاونتي، لعب ثنائي تشيلسي الصاعد ماسون ماونت وفيكايو توموري على سبيل الإعارة، كما شاهد في موسمه بدوري الدرجة الأولى "تشامبيونشيب" تألق تامي أبراهام مهاجم تشيلسي الذي كان معارًا إلى أستون فيلا.

وعد لامبارد إدارة تشيلسي وجماهير الفريق بتغيير كامل في هيكل الفريق، ورغم صعوبة تنفيذ ذلك الوعد على أرض الواقع، وسط منافسة شرسة من عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز، أظهر لامبارد صدق نواياه منذ الأسابيع الأولى.

سيطرت روح الشباب على تشكيل تشيلسي منذ الوهلة الأولى، ورغم البداية المتعثرة، والتي شهدت سقوطًا افتتاحيًا برباعية نظيفة أمام مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز، واصل لامبارد مشواره بثقة، وواصل اعتماده على الشباب ولاعبي أكاديمية تشيلسي، ليحقق سلسلة من النتائج لم تكن في الحسبان.

وقدم شباب تشيلسي بقيادة لامبارد مشوارًا مميزًا نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، حيث استقر الفريق في المركز الرابع، برصيد 48 نقطة، قبل توقف منافسات كرة القدم بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتألق من شباب تشيلسي في الموسم الجاري تامي أبراهام، ماسون ماونت، فيكايو توموري، كما شارك كالوم هودسون أودوي بقوة عقب تعافيه من إصابة في وتر أكيليس، وتألق الأمريكي الصاعد كريستيان بوليسيتش عقب انضمامه من صفوف بوروسيا دورتموند الألماني.

واستعرض المركز الدولي للدراسات الرياضية إحصائية أظهرت أن فريق تشيلسي ثاني أكثر فرق بريميرليج على صعيد الدماء الشابة في الموسم الحالي، ولم يسبقه بين الفرق التي منحت أكبر عدد من الدقائق للاعبين تحت 21 عامًا سوى نورويتش سيتي.

حتى مطلع عام 2020 الجاري، حصل لاعبو تشيلسي الذين لم تتجاوز أعمارهم 21 عامًا على 23.3% من مجموع دقائق تشيلسي في بريميرليج بالموسم الحالي، مقابل 24.2% للمتصدر نورويتش، بينما حصل اللاعبون تحت 21 عامًا في فريق أرسنال صاحب المركز الثالث بالإحصائية على 17.8% من الدقائق.

ومنح لامبارد فرصة المشاركة الأساسية لتسعة من اللاعبين الشباب في مختلف المسابقات بالموسم الحالي، وظهرت تدريجيًا مع مرور الموسم المزيد من الأسماء التي نالت الثقة، وأبرزهم الظهير الأيسر ريس جيمس، الذي كان معارًا أيضًا إلى صفوف ويجان أتلتيك في الموسم الماضي.

ورغم قبول المحكمة الرياضية الدولية استئناف تشيلسي، وتخفيف عقوبة الحرمان من التعاقدات، ليصبح النادي الإنجليزي قادرًا على إبرام صفقات في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، إلا أن استقرار التشكيل الشاب بين يدي لامبارد دفع إدارة النادي لعدم إبرام صفقات، قبل التعاقد مع المغربي حكيم زياش نجم أياكس أمستردام الهولندي، على أن ينضم للفريق عقب نهاية الموسم الحالي.

ومنح لامبارد هدايا تقدر قيمتها بمئات الملايين لإدارة تشيلسي، بعدما تضاعفت القيمة السوقية لنجوم تشيلسي الشباب، ووفر لنادي العاصمة الإنجليزية إبرام صفقات بمبالغ باهظة، لتعزيز تشكيل الفريق في مراكز عانى خلالها بالفترة الأخيرة.

وبفضل ذلك الدعم الشاب، سينصب تركيز تشيلسي على تدعيم مراكز محدودة بعناصر خبرة من نجوم العيار الثقيل، وأبرز تلك المراكز التي يأمل تشيلسي بالاستعانة بأسماء مخضرمة فيها، مركز حراسة المرمى، بعد اهتزاز أداء الحارس الإسباني كيبا أريزابالاجا.