ربما لم يكن يحلم الكثيرون من جماهير فريق تشيلسي الإنجليزي أن يقع الفريق بأريحية في أحد مراكز بريميرليج المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بعد مرور 11 جولة، عقب أزمات عاصفة مر بها عملاق العاصمة الإنجليزية قبل انطلاق الموسم الحالي.
لكن فرانك لامبارد الذي تألق لسنوات طويلة بالقميص الأزرق نجح بقيادة استثنائية في العبور بفريقه إلى بر الأمان، وتُوجت مجهوداته بفوزه بجائزة مدرب شهر أكتوبر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفاز تشيلسي بمواجهاته الثلاث خلال شهر أكتوبر أمام نيوكاسل، ساوثامبتون وبيرنلي على الترتيب، كما سجل رباعيتين خارج ملعبه أمام ساوثامبتون وبيرنلي في مسيرة مميزة شهدت أربعة انتصارات متتالية خارج الأرض، جميعها بثلاثة أهداف على الأقل، في رقم قياسي بتاريخ الفريق.
وغادر المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري مقعد القيادة الفنية لفريق تشيلسي بشكل مفاجىء بعد موسم واحد أنهاه متوجًا بالدوري الأوروبي، ليضع الإدارة اللندنية في مأزق، زاد صعوبة بعقوبة قاسية من الاتحاد الدولي لكرة القدم، بحرمان تشيلسي من إبرام تعاقدات لفترتي انتقالات متتاليتين، بسبب خرقه اللوائح المنظمة للتعاقد مع اللاعبين الناشئين.
تواصلت أزمات تشيلسي في صيف 2019 برحيل البلجيكي إيدين هازار نجم الفريق الأبرز، والذي توجه نحو العاصمة الإسبانية مرتديًا قميص ريال مدريد، مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، لتصبح مهمة لامبارد الذي بدأ مسيرته الترديبية قبل عام واحد مع ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي "تشامبيونشيب" عصيبة للغاية.
بداية الموسم أثارت قلق مشجعي تشيلسي، بعد السقوط برباعية نظيفة أمام مانشستر يونايتد في الجولة الأولى من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة وأن الأخير لا يعيش أفضل أيامه، قبل التعثر في أكثر من مواجهة أبرزها التعادل مع ليستر سيتي وشيفيلد يونايتد في بريميرليج، والخسارة وسط جماهيره أمام فالنسيا الإسباني في دوري أبطال أوروبا.
لكن رغم بعض النتائج السلبية نال لامبارد ثقة قطاع كبير من محبي "البلوز" في ظل آداء مميز للفريق، الذي انتعش بالعديد من العناصر الشابة التي لم تكن تحلم بارتداء قميص الفريق الأول قبل تولي لامبارد القيادة الفنية، وأبرزهم المهاجم تامي أبراهام، صانع اللعب ماسون ماونت والمدافع فيكايو توموري.
وبالفعل أكد لامبارد أنه مشروع مدير فني من طراز رفيع، بعدما تصاعد منحنى نتائج الفريق بشكل ملفت، وأصبح الفريق الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي حقق الفوز في مواجهاته الخمس الأخيرة، كما ابتعد بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه على آخر المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
ويحتل تشيلسي المركز الرابع في جدول ترتيب بريميرليج، برصيد 23 نقطة، بفارق الأهداف خلف ليستر سيتي، بينما يتفوق على آرسنال أقرب ملاحقيه بست نقاط.
وبتتويجه بجائزة مدرب الشهير في بريميرليج، كرر لامبارد إنجازًا فريدًا، بالتتويج بجائزتي لاعب الشهر ومدرب الشهر في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث نال الجائزة لاعبًا في أربع مناسبات، كان آخرها في شهر أكتوبر عام 2008.
وأصبح لامبارد ثالث شخص يتوج بجائزتي لاعب ومدرب الشهر في بريميرليج، بعد ستيوارت بيرس وجاريث ساوثجيت المدير الفني الحالي للمنتخب الإنجليزي.
وفاز بيرس بجائزة لاعب شهر فبراير عام 2001 قبل الفوز بجائزة مدرب الشهر ثلاث مرات، كانت الأولى فريدة من نوعها عندما قاد نونتجهام فورست كمدرب مؤقت وهو لاعب بصفوف الفريق في شهر يناير عام 1997، قبل تكرار الإنجاز في شهري أبريل وأغسطس عام 2005 عندما كان مدربًا لفريق مانشستر سيتي ،بينما سبقه ساوثجيت بالفوز بجائزة كلاعب شهر يناير عام 2000 قبل الفوز بجائزة مدرب شهر أغسطس عام 2008 عندما كان مدربًا لفريق ميدلسبرة.