في هذا اليوم عام 2008، انضممت إلى "لاتيكس"، هكذا استعاد عمرو زكي ذكرى الخطوة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، عندما انتقل معارًا من صفوف الزمالك إلى ويجان أتلتيك، في إحدى أبرز الخطوات المصرية بالملاعب الأوروبية في ذلك الحين.
بدأ زكي المولود في مطلع أبريل عام 1983 ناشئًا واعدًا في صفوف فريق المنصورة عام 2001، والتقط إنبي موهبته سريعًا عام 2003، ليتألق في صفوفه بشكل ملفت خلال ثلاثة مواسم، لعب في نهايتها معارًا بفريق لوكوموتيف في العاصمة الروسية.
بعدما ثبت أقدامه في تشكيل المنتخب المصري وأصبح أحد أبرز نجومه، حيث ساهم في تتويج تاريخي بكأس الأمم الأفريقية 2006، أصبح زكي هدفًا للعديد من الأندية محليًا وعالميًا، وأبرزها قطبا الكرة المصرية "الأهلي والزمالك" قبل أن ينجح الأخير في ضمه.
واصل زكي تألقه بالقميص الأبيض، ونجح في قيادة الزمالك للتتويج بكأس مصر في موسم 2007/2008، ليتطور حلمه، وتُصوب أنظاره نحو خطوة تاريخية باللعب في بريميرليج، بعد عرض رسمي من ويجان أتلتيك، ليلعب بصفوفه على سبيل الإعارة لمدة موسم، مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني.
اتفق الناديان المصري والإنجليزي على بند في التعاقد، يقضي بحصول الزمالك على 500 ألف جنيه إسترليني إضافية، في حالة نجاح مهاجمه المعار في تسجيل عشرة أهداف في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يتأخر زكي كثيرًا في الإعلان عن نفسه بالملاعب الإنجليزية، فسجل هدفًا في المواجهة الأولى بقميص ويجان في بريميرليج، والتي خسرها أمام ويست هام بهدفين مقابل هدف في الجولة الأولى بموسم 2008/2009، وفي الجولة الثالثة أبدع المهاجم المصري، وسجل ثنائية قاد بها فريقه لاكتساح هال سيتي بخماسية نظيفة.
سجل زكي هدفًا جديدًا في الجولة السادسة، ساهم به في فوز زيجان على مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف، قبل المواجهة التي جعلته محط أنظار العالم، ووضعته كأحد أبرز نجوم بريميرليج في ذلك الموسم، عندما هز شباك ليفربول بثنائية في الجولة الثامنة، بينها هدف من مقصية استثنائية، ورغم خسارة ويجان المواجهة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، أصبح زكي بطلًا في فريقه.
في الجولة الحادية عشر، سجل زكي هدفًا جديدًا، ساهم به في فوز ويجان على بورتسموث بهدفين مقابل هدف، وبعد إصابة أبعدته عن الملاعب لأسابيع قليلة، عاد المهاجم العملاق ليسجل في شباك نيوكاسل يونايتد وبولتون واندررز في الجولتين التاسعة عشرة والعشرين على الترتيب.
أكمل زكي الأهداف العشرة، ومنح فريقه المصري نصف مليون جنيه إسترليني، ونال إشادات استثنائية كان أبرزها من ديف ويلان رئيس ويجان، الذي شبهه بآلان شيرار أسطورة بريميرليج، وكذلك المدير الفني ستيف بروس الذي وصفه بالمهاجم "المبهر" الذي ينتظره مستقبل كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن تلك الأيام السعيدة لم تدم طويلًا، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وتحولت الانطلاقة المبهرة للمهاجم المصري إلى صدمة ضربت مسيرته الاحترافية في مقتل، وأعادته مجددًا لنقطة الصفر.
لم يسجل زكي في ثماني مواجهات متتالية، قبل أن تحدث الواقعة التي كتبت النهاية "الإكلينيكية" لمشواره في بريميرليج، عندما سافر لخوض مواجهة المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، وعاد متأخرًا عن موعده في شهر أبريل، ليخرج بروس بتصريح قاس، وصف خلاله زكي بغير المحترف، ووقع النادي الإنجليزي عقوبة مالية ضخمة على المهاجم المصري.
لم تقف الأزمة عند هذا الحد، حيث واصل بروس تصريحاته القوية تجاه زكي، وقرر ويجان أتلتيك إنهاء علاقته باللاعب عقب نهاية الموسم، منهيًا مساعيه نحو التعاقد معه بشكل دائم بعد نهاية فترة الإعارة.
عاد زكي إلى الزمالك، وبالفعل تقلصت حظوظه في العودة إلى بريميرليج عقب تصريحات بروس، وتلقى الزمالك عرضًا "هزيلًا" بانتقال زكي إلى بورتسموث مجانًا، على سبيل الإعارة، مع بند بأحقية الشراء النهائي في حالة تألق اللاعب، وفي يناير من عام 2010 حصل زكي على فرصة إعارة جديدة في بريميرليج بقميص هال سيتي، إلا أنه لم يقدم شيئًا يذكر، ليعود سريعًا إلى الزمالك.
واصلت مسيرة زكي تراجعها، وفي عام 2012 انتهت علاقة اللاعب مع الزمالك، بعدما تلقى النادي المصري عرضًا من نادي إلازيجسبور التركي للتعاقد مع زكي مقابل 250 ألف يورو فقط، ووافق النادي الزمالك رغم ضعف العرض.
لم يستمر زكي كثيرًا في الملاعب التركية، وعاد إلى إنبي مجددًا، قبل سلسلة تنقلات بين عامي 2013 و2015، لعب خلالها في السالمية الكويتي، الرجاء المغربي، العهد اللبناني والمقاولون العرب المصري، لتنتهي مسيرته رسميًا في عمر 32 عامًا، ويتحول حلم التوهج في بريميرليج إلى نهاية متواضعة لأحد أبرز المهاجمين في تاريخ الكرة المصرية.