الإثنين 31 أكتوبر 2022
06:33 م
حقق الأهلي بطولة السوبر المصري على حساب الزمالك في مباراة أقيمت على ملعب هزاع بن زايد بدولة الإمارات، وشهدت تفوق مدرب الأهلي الجديد، مارسيل كولر، على المدير الفني المخضرم جوسفالدو فيريرا، الذي فرض على فرسان ميت عقبة الهزيمة حتى قبل بداية اللقاء.
فيريرا الذي تعول عليه جماهير القلعة البيضاء الكثير، كونه مدرب تاريخي للأبيض، ونجح في التتويج ببطولتي دوري متتاليتين، فضلًا عن تحقيق لقب كأس مصر، دخل لقاء الأهلي بسيناريو واحد، وطريقة لعب معتادة، لم تشفع لفريقه التفوق على الأحمر، ليضيع حلم التتويج بالثلاثية المحلية على عاشقي مدرسة الفن والهندسة.
فلم يضع البرتغالي سيناريو لتغيير طريقة اللعب، بعد إصابة أهم فرد في بناء أسلوبه، وهو أحمد فتوح، الذي عانى الزمالك هجوميًا بعد خروجه من المستطيل الأخضر، وظل فيريرا يحاول إيجاد حلول هجومية بتغيير مركز أحمد سيد زيزو أكثر من مرة، فتارة تجده في الجبهة اليمنى وتارة في اليسرى وتارة في وسط الملعب من أجل استغلال قدراته الخاصة بالتسديد بعيد المدى.
محاولات فيريرا اعتمدت بشكل أكبر على إيجاد الحلول عبر المميزات الفنية للأفراد، وليست على أسلوب لعب جماعي منظم تم التدرب عليه مسبقًا، وهو شيء لا يمكن أن يستند عليه لتحقيق فوز هام في مباراة قمة أمام الأهلي، في مستهل مشوار الفريق الذي يسعى لتحقيق لقب الدوري الثالث على التوالي لأول مرة في تاريخه، وأيضًا كان ليصبح الفوز دفعة قوية تملأ نفوس فرسان ميت عقبة بالثقة التي يحتاجها الفريق الساعي لتحقيق دوري الأبطال الغائبة عن خزائنه منذ 20 عامًا.
طريقة بناء اللعب التي تعتمد بشكل كبير على فتوح، الذي يرسل البينية للجناح الأيسر، والذي بدوره يقوم بعمل عرضية قصيرة للمهاجم أو القادمون من الخلف، توقفت بشكل شبه تام، ولم تظهر سوى مرتين، الأولى كانت بتوغل جيد من عمر جابر، وإرسال عرضية لزيزو أنقذها معلول ببراعة قبل أن تعود لجابر مرة أخرى، لكن معلول نجح مجددًا في إيقاف الخطورة، وذلك لمعرفته بتفاصيل ما سيحدث بناء على تحليل كولر لنقاط قوة الزمالك قبل المباراة بكل تأكيد.
والثانية كانت بدخول مصطفى شلبي الذي نجح في المرور بمهارة فردية ولعب تمريرة ساحرة لزيزو الذي أهدر أخطر فرص الزمالك باللقاء، ولم يفلح الأبيض في الوصول إلى المرمى، سوى بتسديدة بعيدة المدى جاءت بأقدام زيزو، وهنا ظهر تقصير فيريرا، وعدم تحضيره جيدًا للقاء، بعدم وضع سيناريوهات وأساليب هجومية مختلفة من أجل الوصول لشباك الشناوي.
في المقابل وضح التحضير الجيد من جانب مارسيل كولر، الذي "أغلق المنافذ" أمام الزمالك، كما ساعدته أيضًا إصابة فتوح وخروجه المبكر، وهو شيء حرر الأهلي كثيرًا في اللقاء، وظهرت الخطورة الهجومية بشكل أكبر بعد اعتماد الضغط المتقدم أثناء تحضير الزمالك وبناء اللعب من الخلف، مما جعل برونو سافيو يستغل خطأ الوردي ويسجل هدف اللقاء الأول.
والآن بعد أن اضطلعت على طريقتي فيريرا وكولر، وطريقة الأخير في إيقاف خطورة الزمالك، بات الأبيض الآن يحتاج إلى طريقة جديدة، بعد أن ظهرت "محفوظة"، ولا يوجد لها بديل، وأيضًا، بالنسبة لكولر الذي كان يحضر لهذا اللقاء بشكل مكثف، كيف سيلعب المباريات المقبلة بالدوري، وهل سيغير كلا المدربات طريقتيهما، من أجل المنافسة على لقب البطولة المحلية الكبرى؟
الزمالك الذي سيفقد فتوح (أساس بناء اللعب في أسلوب فيريرا) بسبب إصابته، يمتلك فريق يتمتع بجميع المواصفات الفنية التي تؤهله للحفاظ مرة ثالثة على لقب الدوري وتحقيق الإنجاز المنشود، وأيضًا على المستوى القاري، لا يمكنك إغفال قيمة الأبيض على الرغم من ابتعاده عن منصة التتويج، وتوقفه عند 5 بطولات، وهو أيضًا ثاني أكثر الفرق الإفريقية تحقيقًا للقب القاري بعد الأهلي صاحب الـ10 بطولات.
فريق الزمالك لا يمكن أن تختذل طريقته على فتوح، ونجح من قبل في الفوز في عدد كبير من المباريات، دون وجود حجر الأساس للأسلوب، بالطبع يمكن لعبد الشافي أو عبدالله جمعة تأدية نفس الدور، لكن المشكلة تكمن في أن الأسلوب نفسه أصبح مدروسًا من جانب مدربي الدوري، ويمكنهم إيقافه كما نجح كولر في ذلك، ولهذا قد يلجأ فيريرا لأسلوب جديد، يمكنه من الوصول إلى مرمى الخصوم، وفتح آفاق جديدة في الطريقة الهجومية، وربما يكون ذلك نقطة انطلاق جديدة للفريق الأبيض، لكن هذا يتوقف بشكل شبه كلي على عبقرية فيريرا، التي افتقدها من قبله باتشيكو الذي لم ينجح في إيجاد حلول جديدة بعد نهائي إفريقيا 2019، وخسر أمام الجيش بالكأس، ومن بعده كارتيرون الذي سقط مرارًا إلى أن رحل وحل محله المدرب البرتغالي.
الزمالك لديه مواجهة ليست بالسهلة أمام فريق إنبي بالدوري يوم الأربعاء، ويسعى خلالها لتعويض الجماهير الغاضبة من خسارة حلم الثلاثية أمام الأهلي، كما أن فيريرا بالطبع يعد مدرب قدير ويمكنه ايجاد عدد كبير من الحلول التكتيكية، خاصة أنه يمتلك "القماشة" اللازمة لتحقيق أفضل النتائج مع الملكي الأبيض.
أما عن مارسيل كولر، الذي اعتمد أولًا على الكرات الثابتة لتخطي الاتحاد المنستيري بدوري الأبطال، ثم طبق نظرية مدرب الأهلي السابق موسيماني، وبدأ الدوري أمام الإسماعيلي ثم أسوان، بالطريقة نفسها التي لعب بها مباراة الزمالك، وعلى الرغم من عدم ظهور الأهلي بالشكل القوي الفعال على المرمى، خلال مواجهتي الإسماعيلي وأسوان، وترك الحيازة لهم، من أجل لعب الكرات الطولية والبينيات الطويلة بين خطوط الدفاع، إلا أن هذا أظهر الأحمر بشكل جيد خلال مواجهة الزمالك، بعد اتقان الأسلوب الذي مكنه من الفوز بالسوبر.
ويلعب الأهلي أمام فريق الداخلية يوم الأربعاء، ومن هنا قد تبدأ حقبة كولر الجديدة مع الأحمر، حيث بات بإمكانه الأن، تطبيق أسلوبه الخاص، الذي جعله يواصل التدرب دون راحة عقب العودة من الإمارات، ومن هنا، نستنبط شكل جديد ومختلف لأسلوب لعب الأهلي في المباريات المقبلة، خاصة وأن كولر لم يبدأ بعد في تطبيق فكره الخاص مع الأهلي، بل كان يلعب على جزئيات معينة من أجل تجنب السقوط في بداية مشواره مع الفريق، أولًا بعدم الخروج المبكر من بطولة إفريقيا، ثم ثانيًا لتحقيق لقب وفوز هام أمام الزمالك بالسوبر المحلي.