صفقة تاريخية منتظرة.. لماذا يسعى الزمالك خلف عبد الله السعيد؟ (تحليل)

خلال 10 سنوات استهدف الزمالك التعاقد مع عبد الله السعيد من ثلاثة أندية مختلفة أخرها بيراميدز والذي يخوض معه مفاوضات يأمل حامل لقب الدوري نجاحها في محاولته الثالثة في ضم صانع الألعاب بعد فشله مرتين سابقين في جلبه من الإسماعيلي ثم الأهلي.

الزمالك قد نافس الأهلي في 2011 على التعاقد مع السعيد من الإسماعيلي وقدم عرضاً أعلى إلي الدراويش ولكن اللاعب فضل الإنتقال للأحمر ثم حاول في 2018 التعاقد ووقع معه بالفعل ولكن صانع الألعاب مدد تعاقده مع المنافس التقليدي قبل الإعارة لنادي كوبس الفنلندي ثم بيعه لأهلي جدة السعودي.

وفي حالة اتمام الصفقة سيصبح عبد الله السعيد (36 عام ) ثاني أكبر لاعب يضمه الزمالك في تاريخه بعد عصام الحضري الذي لعب موسم بالقميص الأبيض فى موسم 2010-2011 وهو يبلغ من العمر (37 عام) ليتخطى صانع ألعاب بيراميدز محمد عبد الشافي وأيمن حفني اللذان ضمهما الزمالك وهما في الـ 35 من عمرهما.

لماذا عبد الله السعيد؟

على الرغم من تتويج الزمالك ببطولة الدوري الممتاز إلا أن الفريق الأبيض جاء في المركز الثاني كأقوى هجوم بفارق 11 هدف عن الأهلي صاحب المركز الثاني ولكن صلابة الفريق الدفاعية كأقوى خط دفاع مهدت له الطريق إلي اللقب في المقارنة مع منافسه الذي قدم الموسم الدفاعي الأسوأ له في تاريخه في المسابقة وهو ما يعني أن حامل لقب الدوري مطالباً بدعم الخطوط الأمامية وخاصة في ظل رحيل فرجاني ساسي وتباين أداء يوسف أوباما.

وعلى الرغم من تقدم السعيد في العمر إلا أن صانع الألعاب يتفوق على كل أقرانه في الدوري ومن بينهم يوسف أوباما الذي يشغل دوره في الزمالك ولا يتفوق عليه سوى محمد مجدي "أفشة" نجم الأهلي والذي أفقده مركز الأساسي في منتخب مصر وسد الفراغ الذي تركه منذ رحيله عن النادي الأحمر.

وخلال عامين ونصف منذ عودته في يناير 2019 للدوري عبر بوابة بيراميدز موسم 2018-2019 وحتى الموسم المنقضي، لعب عبد الله السعد مع النادي الأزرق 94 مباراة سجل 34 هدف وصنع 24، وهو تقريبا ما قدمه أوباما طوال تاريخه مع الزمالك. 

شارك أوباما خلال 167 مباراة مع الزمالك حيث سجل 35 هدفاً وصنع 22 ليكون التفوق لعبدالله السعيد في صناعة الأهداف بداية من سن الـ 34 عاماً مع الوضع في الاعتبار صناعته في عدد مباريات أقل بـ 73 مباراة من صانع ألعاب الأبيض.

ويختلف أسلوب السعيد الأقرب لصانع الألعاب عن أوباما الاقرب للمهاجم الثاني فالأول يستخدم ذكاءه في توزيع الجهد والاقتصاد في الركض مستخدماً مهاراته في التمرير المتقن والتحكم في الكرة وتمريرها والتمركز الجديد وتسديد الضربات الثابتة وهو ما ساعده على الظهور بشكل جيد حتى بعد تخطيه عامه الـ 36 بنحو شهرين.

وترجم عبد الله ذكاءه رقمياً مع بيراميدز حيث جاءت نسبته في تسجيل الأهداف بنسبة 0.36 هدف في المباراة الواحد في مقابل 0.29 مع الأهلي وارتفعت أيضاً نسبة صناعته للأهداف مع بيراميدز حيث نسبة صناعته 0.25 هدف كل مباراة في مقابل 0.23 في الأهلي.

وبمقارنة الموسم الماضي بين السعيد وأوباما ، فصانع ألعاب الزمالك (26 عاما) لعب 37 مباراة سجل فيهم 13 هدف وصنع 4 فيما لعب عبد الله السعيد الذي يكبره بعشرة أعوام 35 مباراة لعب سجل فيهم 9 أهداف وصنع 7 .

وجاء عبد الله السعيد كثاني أكثر لاعب في مركزه صناعة للأهداف في الدوري برصيد 7 أهداف ولم يتفوق عليه رقمياً فقط في مركزه سوى محمد مجدي قفشة الذي صنع 8 أهداف فيما تصدر الصناعة بشكل عامل علي معلول الظهير الأيسر للأهلي برصيد 12 هدف.

وجود السعيد في مركز صناعة اللعب في الزمالك ومهاراته من شأنها أن تضيف للفريق الأبيض وتبرز سرعات و تحركات لاعبيه في الجزء الهجومي وعلى رأسهم أحمد سيد "زيزو" والصفقة الجديدة عمر كمال عبد الواحد المثالي في المباريات التي يمكن أن يلجأ فيها كارتيرون في التحفظ الدفاعي في أفريقيا خارج الأرض على سبيل المثالي بالإضافة أن صانع ألعاب بيراميدز سيساعد بدون شك أشرف بن شرقي وسيف الجزيري صاحبا التحركات الذكية في الجزء الهجومي.

والميزة الأخيرة التي يملكها السعيد والمبنية على خبراته الواسعة في البطولة المحلية هي سرعة التأقلم فهو من النوعية التي لا تحتاج إلي وقت في الدخول إلي الأجواء فذكاءه وأسلوبه ومعرفة المدير الفني باتريس كارتيرون لقدراته كلها أسباب تصب في مصلحته وتزيدة من نسب نجاحه مع النادي الأبيض.