"داخلين على عيد والدنيا واقفة".. قصة رئيس نادي باع سيارته لدفع مستحقات اللاعبين

"اللاعيبة عندها أسر وإحنا في وقت صعب وبعت عربيتي وأنا مقتنع عشان أدي للاعبين فلوسها إحنا في رمضان وفي عيد جاي والناس حالها واقف بسبب فيروس كورونا"، فلم يجد حمدي الجميعي، رئيس نادي الجزيرة مطروح أي أزمة في بيع ممتلكات له لدعم فريق مدينته.

حمدي الذي تولى رئاسة نادي الجزيرة مطروح ـ التابع للإدارة المحلية في المحافظة ـ بعام 2016 لم تكن هذه المرة الأولى التي يُنفق من جيبه أو يبيع ممتلكات له لدعم الفريق فيقول ليلاكورة: "عندي حلم نوصل للممتاز..وهنوصل أيًا كان الثمن".

صاحب الـ 30 عامًا تسلم الفريق موسم 2016/2017 وهو يصارع على الهبوط فحافظ على استمراره بالدرجة الثالثة:"جبت جهاز فني ولاعبين للموسم الجديد 2018/2017 وكان المحافظ الموجود علاء أبو زيد يدعم الرياضة في مطروح فمنحنا 250 ألف جنيه دعم ووعدنا بمليون جنيه دعم عند الصعود للمتاز ب".

ولم يكن التأهل سهلاً فكانت المنافسة شرسة حتى وصل الفريق لدورة الترقي ـ التي يتأهل من يفوزوا بها للدرجة التالية ـ :"بعت حتة أرض عندي في الضبعة بـ 300 ألف جنيه وأديتها للنادي كاستدانة على أمل ترجعلي لما نصعد ويدعمنا المحافظ بمليون جنيه".

وبالفعل الحلم تحقق وصعد الجزيرة ـ الذي تأسس عام 2008 ـ لأول مرة في تاريخه للدوري الممتاز ب موسم 2018/2019:"الأمر مكنش سهل إحنا صرفنا 2 مليون جنيه في الموسم والفرق الثانية بتصرف 6 و 7 مليون والمحافظ أتغير والمحافظ الجديد دعمنا بـ 250 ألف قبل الموسم بأسبوع فهبطنا للدرجة الثالثة وكنا اضطرينا نبيع لاعبين في يناير 2019 عشان نلاقي دعم للفرقة وعملنا ده وجمعت الفريق كله ودفعنا كل المستحقات".

رغم الهبوط يفخر حمدي بفريقه الذي شارك ببطولة كأس مصر وفاز على المصري بدور الـ 32 قبل الخروج من بتروجت في دور الـ 16:"الموسم ده أنا بعت عربية عندي عشان ندعم الفريق".

عاد حمدي من جديد لبناء فريقًا جديدًا للصعود الممتاز ب:"المحافظ أدانا 250 ألف جنيه كدعم ووعدنا بـ 250 عند وصولنا لدورة الترقي ومليون عند الصعود.. وبعت كام لاعب مميز زي اللاعب اللي راح المحلة والناس كانت مسمياه شبيه صلاح، اللاعب أحمد رفعت و 11 لاعبًا تاني بمبلغ مليون و100 ألف".

وبالفعل لم يخذل اللاعبون حمدي الجميعي فلم يُهزموا في أي مباراة حتى وصولهم لدورة الترقي بالموسم الحالي 2019/2020 قبل توقف النشاط بسبب فيروس كورونا.

وهو الأمر الذي يقدره رئيس نادي الجزيرة للاعبيه:"تسألني عن فارق السن بيني وبين اللاعبين، أنا عندي 30 سنة وبشوف ده أمر إيجابي لأني قريب من اللاعبين وفاهمين بعض وبنحترم بعض وأنا عندي طموح النادي يكون في الممتاز وده طموحهم فطول ماهما بيخلصوا أنا مش هبخل عليهم بحاجة".

حمدي لايجد في خزينة نادي الجزيرة مطروح كـ "مداخيل للنادي" سوى 400 ألف سنويًا لذا يضع من نفقته الخاصة بجانب الدعم الذي يلقاه من المحافظة:"في معسكرات وتنقلات كل ده من جيبي.. إحنا عندنا حلم ولازم نعمل كل حاجة عشان نوصله".

ومن هنا تجد أن الأمر لن يكون غريبًا على رئيس نادي الجزيرة حين قرر بيع سيارته مقابل 180 ألف جنيه لدعم الفريق ودفع المستحقات خلال فترة التوقف بسبب فيروس كورونا:"الوزراة بعتت 40 ألف في أول شهر و40 ألف في الشهر الثاني واتحاد الكرة كان هيدعمنا بـ 50 ألف فخصمهم من مستحقات علينا فاضطريت أبيع عربيتي بحيث ندفع مستحقات اللاعبين إحنا في شهر رمضان وداخل علينا عيد وهما رجالة ونصعد للمتاز السنة دي لما النشاط يرجع إن شاء الله".

ولكن حتى ولو أُلغيّ الدوري فحمدي سيظل ملتزمًا بدعمه للفريق:"المستحقات بعتناها بالبريد ليهم ولو أتلغى أنا ملزم بإرسالها للاعبين هما مقصروش في حاجة وعندهم التزامات".

أسرة حمدي لاتجد مشكلة تجاه بيعه بعض ممتلكاته لدعم نادي الجزيرة:"أنا بكالريوس تجارة وعندي شركة مقاولات ولما بحتاج فلوس هما بيدعموني.. الأسرة والمنطقة كلها حلمها الصعود".