الخميس 9 أبريل 2020
02:45 م
في زاوية من هذا العالم صنع الساحر مانويل جوزيه مجدًا وترك تعاليمه داخل قلعة تربع هو على عرشها لسنوات، حين كان التاريخ عادلا وانصفه بجيل يصعب تكراره، فالألفية الجديدة جاءت حاملة بين ثناياها سحر تغلغل بين الأركان، حاول الكل توصيفه أو فهمه فلم يصلوا لأي شيء سوى أنه حالة استثنائية لن تتكرر فقد عاش هنا ملكاً متوجاً.
الرجل الخمسيني وقتها وصل لقاهرة المعز وهو يدرك أن المستحيل أمامه، فريق يعاني ومنافس يملك جيل تاريخي يسبقه بخطوات في أدغال أفريقيا، التحدي وقتها كان صعبا لكنها كان في الموعد واستطاع فرض سحره.
فبعد سنوات اوصد كل الطرق بعده، ولم يعد هناك فردا يستطيع المضي قدما في نفس الطريق الذي رسمه هو بنفسه ولنفسه، فلم تشهد القلعة الحمراء بعد رحيله رجلا أشد تأثيرا منه، تركة ثقيلة خلفها ورائه، جعل كل من يحاول ارتداء عباءته يهرول بحثا عن طوق نجاة.
كل المقارنات باتت بعده صعبة، هو في خانة بمفرده جعل الجميع خلفه يتنافسون على من هو الرجل الثاني، بعدما أقر قانون الغاب، حتى بعد رحيله، لن يصل أحد لمكانته مجرد محاولا ليقر ناديه بعد سنوات من رحيله لأمه الملك الذي "من أقر قانون الغابة " .
مانويل جوزيه المولود ولد يوم 9 أبريل عام 1946 في مدينة سانت أنطونيو البرتغالية والذي يتمم اليوم عامه الـ 74، قدم لأول مرة كمدير فني للأهلي عام 2001 حيث أهدى جماهير الأهلي الفوز في أولى مبارياته الرسمية مع الفريق على ملعبه باستاد القاهرة الدولي وتغلب على الخصم الأوروبي ريال مدريد في إطار احتفالات الناديين بتتويجهما كناديين للقرن في أفريقيا وأوروبا.
يملك جوزيه ثلاث تجارب مع الأهلي كمدرب الأولى كتنت عام 2001، ونجح في الفوز بدوري أبطال أفريقيا بعد غياب 14 عاما عن القلعة الحمراء، ثم الفوز بالسوبر الأفريقي في بداية 2002.
الولاية الثانية لمانويل جوزيه جاءت في عام 2004، وقتها حقق 3 ألقاب دوري أبطال أفريقيا أعوام 2005 و2006 و2008، بالإضافة لتحقيق بطولة الدوري المصري لخمس مواسم: 2004/ 2005، 2005/ 2006، 2006/ 2007، 2007 / 2008.
وفاز جوزيه بكأس مصر مرتين عامي 2005/ 2006، 2006/ 2007، بالإضافة لتحقيق لقب بطولة كأس السوبر المصري في 4 نسخ خلال مواسم: 2005، 2006، 2007، 2008، والسوبر الأفريقى في أربع نسخ أعوام 2002، 2006، 2007، 2008.
الولاية الأخيرة لجوزيه كانت في موسم 2010- 2011، عقب الإقالة من تدريب الاتحاد السعودي، واستطاع وقتها الفوز بالدوري بعدما موسم ماراثوني مع الزمالك.
جوزيه استطاع تولي تدريب الأهلي في كأس العالم للأندية 3 مرات، ونجح في حصد المركز الثالث عام 2006.
جوزيه قدم للأهلي هو يملك ثلاث بطولات لدوري أبطال أفريقيا متأخرا عن الزمالك بفارق بطولتين، ورحل والقلعة الحمراء في خزائنها 7 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، بالإضافة للفوز بـ 4 بطولات للسوبر الأفريقي.
لم تقتصر بصمة جوزيه على الفنيات وإدخال طريقة 3-4-3 بمشتاقتها التي أصحبت الطريقة الرسمية للأندية والمنتخبات المصرية لتمهد الطريق أمام البطولات القارية لفراعنة حسن شحاتة بل أمتد تأثير الساحر إلي ماهو أبعد الرجل الذي عبر بالكرة المصرية نحو التخصص.
في مطلع عام 2011 أعلن الأهلي تعاقده للمرة الثالثة مع مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه لقيادة الفريق؛ حيث جلب معه هذه المرة عضوًا جديدًا في جهازه الفني وهو محلل أداء اللاعبين ذو الأصول الأرجنتينية، أوسكار فيريرا.
منصب محلل أداء اللاعبين بأي جهاز فني للأندية في مصر لم يكن مألوفًا حينها كما أن راتب أوسكار كان يُقارب الـ 10 ألاف يورو شهريًا.
ولكن بعد هذه المرة بدأ منصب محلل الأداء يظهر مع الأجهزة الفنية التي تقود الأهلي والزمالك ثم دخلت بعض الشركات المحلية لتحليل الأداء لصالح الأندية بمقابل مادي أقل لتساعد الأجهزة الفنية الوطنية في عملها مع تطور اللعبة
محلل الأداء لم يكن بصمة جوزيه فقط بل العجوز البرتغالي رغم براعته فى الجانب النفسي إلا أنه استعان بطيب نفسي في نهاية مشواره مع الأهلي وهو الأجنبي الوحيد الذي طرق هذا الباب.
رحل جوزهيه عن الأهلي ولكنه لم يرحل عن مصر فقد ظل يتردد على بلده الثاني يحصد ما زرعه في حقبة تاريخية لن تنسى.