الجمعة 24 أغسطس 2018
10:45 م
في عام 2008 ظهر اللاعب حسني عبد ربه البالغ من العمر 24 سنة في مقطع فيديو مدته 25 ثانية عبارة عن حوار لصالح برنامج البيت بيتك المّذاع على الفضائية المصرية حينها يُطالب جماهير الإسماعيلي بمسامحته؛ لرغبته في الانتقال للأهلي فخرجت الجماهير بـ "كفن" له طافت به المحافظة مُهددة أسرته بالرحيل.
اليوم 24 أغسطس 2018 أتم حسني عبد ربه، صاحب الـ 33 سنة المباراة رقم 100 وهو قائد للإسماعيلي في المباراة التي جمعتهما بالمقاصة وانتهت لصالحهم بهدف نظيف.
قصة حسني عبد ربه وجماهير ناديه التي تجلت في 2008 لم تكن وليدة اللحظة فاللاعب وُلد في مدينة أبو صوير في الإسماعيلية والتحق بصفوف فريقها حتى تم تصعيده لأول مرة وهو في سن 17 سنة موسم 2001/2002 وهو أخر موسم توّج فيه الإسماعيلي بالدوري ولكنه لم يُشارك به فقط تدرب معه قبل أن يُشارك بالموسم التالي 2002/2003 لذلك لم تُسجل البطولة في سجله.
ومع أول مواسمه مع الدراويش كان اللاعب الشاب يُشارك بصفوف منتخب مصر تحت 20 عاماً في بطولة كأس العالم بالإمارات ثم توّج بلقب كأس الأمم الإفريقية للشباب في عام 2003.
وكان عام 2003 بمثابة "وش السعد" على حسني الذي دخل قلوب جماهير فريقه من الباب الكبير بتسجيله هدف فوز الدراويش أمام الأهلي في الإسماعيلية بمرمى عصام الحضري باللحظات الأخيرة من اللقاء وهو الهدف الذي أُختير بنهاية الموسم 2003/2004 بالأفضل.
ليُثبت اللاعب الشاب أقدامه مع فريقه ومنتخب بلاده بصورة دفعت نادي ستراسبورج الفرنسي لضمه في الانتقالات الصيفية لموسم 2005/2006 وهو في سن 21 عاماً بعقد يمتد لـ 5 مواسم؛ حيث شارك معه في 26 مباراة فسجل هدف وصنع مثله لزملائه خلال 2162 دقيقة لعب.
وهذه الفترة كان حسني عبد ربه في قمة توهجه وكان ضمن حسابات حسن شحاته، المدير الفني للمنتخب الوطني لضمه في القائمة التي ستُشارك بكأس الأمم الأفريقية التي ستُقام في القاهرة 2006 ولكنه أُصيب بعدها بأسبوع فلم يُشارك ثم عاد ستراسبورج مرة أخرى ولكن الفريق كان هبط للدرجة الثانية فاستعاره الإسماعيلي في الانتقالات الصيفية للموسم التالي 2006/2007؛ حيث أُختير كأفضل لاعب بالدوري ولكن تأخر الإسماعيلي في دفع المقابل المادي فقرر النادي الفرنسي بيعه للأهلي فتوجه مسؤولو الدراويش للمحكمة الرياضية.
ولكن في 28 أغسطس 2007 فاجئت المحكمة الرياضية بحكمها النهائي بأحقية ستراسبورج في حسني عبد ربه وهو النقطة الذي استغلها الأهلي لضم اللاعب ووافق النادي الفرنسي وخرج حسني عبد ربه ليُعلن رغبته في الرحيل للقلعة الحمراء ولكن كانت هذه الـ 25 ثانية ككرة النار في الإسماعيلي.
فخرجت الجماهير تحمل كفنه وتُندد بالأمر وتهاجمه هو وأسرته ويقول عدلي القيعي في قناة النادي الأهلي ليُشير إلى أن القيادة السياسية تدخلت لبقاء اللاعب في الإسماعيلية.
وهي الواقعة التي كانت إنذاراً لقطبي الكرة الذين حاولوا أكثر من مرة لضمه أن اللاعب لن يخرج من الإسماعيلي سوى للاحتراف.
تعافى اللاعب من إصابته وعاد للتألق مع الإسماعيلي والمنتخب الوطني الذي توّج بأول بطولة معه في 2008 كأس الأمم الأفريقية؛ حيث أُختير أفضل لاعب بها ليخرج في على سبيل الإعارة لأهلي دبي الذي توّج معه ببطولة الدوري والسوبر الإماراتي وظهر معهم بكأس العالم للأندية.
قبل أن يعود للإسماعيلي مرة أخرى في الانتقالات الصيفية لموسم 2009/2010 ويتألق معه ومع المنتخب ليتوّج معه ببطوته الثانية كأس الأمم الأفريقية 2010.
ولكن أزمة جديدة لاحت في الأفق بأقاويل أن الزمالك حصل على توقيع اللاعب لتنتفض المحافظة مرة أخرى.
ولكن اللاعب خرج في الانتقالات الشتوية لموسم 2011/2012 مُعاراً للدوري السعودي عبر بوابة اتحاد جدة ليعود بعد 6 أشهر إلى الإسماعيلي فيُعيره مرة ثالثة في الانتقالات الصيفية لموسم 2012/2013 للنصر السعودي الذي قضى معه موسم ولكنه أُصيب بقطع في الرباط الصليبي في نهاية الموسم ليعود إلى قلعته مرة أخرى في موسم 2013/2014 ليرتدي شارة القيادة مع رحيل محمد صحبي للمقاصة ومنذ حينها لم يُغادرها ليُثبت القيصر كما تُلقبه جماهير الدراويش مقولتهم:"حسني عبد ربه.. دراويش جوه قلبه".
وإصابة حسني مع النصر بقطع في الرباط الصليبي لم تكن الأخيرة فأُصيب في موسم 2014/2015 بقطع جديد في الرباط الصليبي للمرة الثالثة خلال مسيرته بعد إصابته للمرة الأولى في يوليو 2010 مع الإسماعيلي.
ورغم هذه المسيرة التي أستمرت لأكثر من 16 سنة مع كرة القدم لم يتوّج حسني عبد ربه ببطولة مع الإسماعيلي:"أتمنى أن نحصل هذا الموسم على بطولة ونجوب بها المحافظة هذه أمنيتي الدائمة وأتمنى أن تحدث بالموسم الجاري؛ حيث نُشارك في أكثر من مسابقة".