الثلاثاء 20 مارس 2018
07:17 م
في مدينة المنيا وبالتحديد في قرية "البرجاية"، التي تبعد نحو ١٥ كيلو متر عن المدينة، في طريق غير ممهد، يزدحم بالتكاتك وبعض الفلاحين العائدين من أراضيهم مع حيواناتهم، البيوت متراصة بجانب بعضها البعض بشكل تقليدي، فيما يلفت النظر ذلك الباب الحديدي المطلي بعلم مصر وبه فتحه ضيقة توصل لملعب كرة قدم داخل مركز الشباب، بينما الشباب والأطفال في حالة انتظار وترقب بجانب البوابة ولايستطيعون الدخول.
مجرد إعلان بسيط عن نية تكوين فريق لكرة القدم من البنات، لم يكن متوقعا أن يُقبل عددا كبيرا على الأمر، غير أنها أيام وكان العشرات يخضن الاختبارات ومن ثم تم اختيار الأنسب منهن وصار للمنيا فريقا لكرة القدم النسائية.
"في الأول كنا بنتعرض لمضايقات وتريقة سواء من الناس هنا في القرية او من أصحابنا وأهالينا، بس بعد مالناس بتتفرج علينا وعرفوا إننا بنلعب وبندخل دوري وبنفوز اتغيرت نظرتهم لينا".. تقول "ساندي" إحدى المشاركات في الفريق.
"ناس كتير من أهل القرية بيتضايقوا من فكرة البنات اللي بتلعب كورة، وبيكتبوا ده عالفيس بوك وبيقولوه في وشنا، لكن إحنا بنحاول نقنعهم على أد ما نقدر إن الرياضة مهمة.. وبعدين ماتبصولها زي الجامعات، أنت تقدر تقول لبنتك ماتتعلمش ولا تدخل كلية، الزمن اتغير.. أنا عندي أمل في الشباب والشابات دي ويمكن الفرصه اللي أنا ماقدرتش أخدها أقدر أوفرهالهم".. يحكي الحاج يحي، رئيس مجلس إدارة مركز شباب البجاية، بينما يجلس أعلى دكة خشبية وهو يتابع تدريب الفتيات.
التحدي هو ما يحرك فؤاد اللاعبات، صممن على خوض التجربة وألا يخرجن منها إلا بأكبر المكاسب لذا تقول "ساندي" بفخر:"أتاهلنا .. واشتركنا في الدوري ودلوقتي كمان متصدرين مجموعتنا".
تأتي الفتيات الواحدة تلو الأخرى، إحداهن من المدينة وآخريات من الريف، في تنوع ملفت للنظر يدخلون إلى غرفة صغيرة جانب الملعب، قبل أن ترتدي كل منهن قميص فريق القرية أصفر اللون ويبدئن في خوض التدريب بوجوه يملأها الإصرار، وسط متابعة بعض شباب المكان الذين اعتلوا الأسوار بوجوه تحتلها الدهشة.
"أنت مابتشوفش لما بيكون عندنا ماتش كل الشبابيك دي بتبقى مليانة والناس واقفة تتفرج علينا واللي تزغرط واللي يسقف والكل بيشجعونا" تضيف "ساندي" إحدى عضوات الفريق.
"بصراحة ماعندناش إحنا بنات بتلعب كورة في الصعيد، فكرة مرفوضة وغريبة علينا، وغير كده أنا كمان كنت خايف ده يأثر على دراستها، بعدين قعدت تتحداني وتحاول تقنع فيا ولعبت فعلا ومن ساعة ما ابتدت تلعب بقت بتجيب امتيازات في الكلية وهي كمان مبسوطة فخليتها تكمل، وبصراحة انا فخور بيها دلوقتي".. بفخر يقول والد "ساندي".
4 أيام هي مدة التدريب إسبوعيا، هي الأهم في حياة اللاعبات حيث يشعرن بالتحقق، وكذا يأملن في مواصلة انتصاراتهن باللحاق للدوري الممتاز للكرة النسائية.