EFE
الخميس 25 ديسمبر 2014
07:51 م
(إفي):
ثمة تشابه بين كرة القدم و عالم البورصة خاصة حينما يفتقر فريق ما لعدم الاستقرار نتيجة لتغيير الجهاز الفني أو وجود هزات ادارية، حيث تظل مؤشرات الأداء ترتفع وتهبط بصورة غير منتظمة بدون أي سبب واضح لتؤدي لهزائم مفاجئة وفي مرات أخرى لانتصارات غير متوقعة.
وكان مؤشر بورصة 2014 الكروية محيرا للغاية بالنسبة لجماهير مانشستر يونايتد الانجليزي التي كانت قد ودعت في 2013 مدربها التاريخي السير اليكس فيرجسون، فخلال النصف الأول من العام الجاري كان الاسكتلندي ديفيد مويس لا يزال مديرا فنيا للـ"شياطين الحمر" بكل ما يحمله الأمر من سلبيات، لذا أنهى الفريق النسخة الماضية من الدوري الإنجليزي الممتاز وهو في المركز السابع.
بهذه الطريقة أكمل الـ"ريد ديفلز" النصف الثاني من 2014 دون المشاركة في النسخة الحالية من دوري الأبطال، وذلك في أول غياب لهم عن البطولة منذ 18 عاما.
وكان هذا نتيجة لتراكمات حقبة مويس السلبية منذ انطلاق الموسم الماضي في النصف الثاني من 2013 حينما حقق مع مانشستر يونايتد أسوأ بداية في تاريخهم.
ومن ضمن "الانجازات السلبية" التي حققها مويس في 2014 مع مانشستر يونايتد على سبيل المثال، خسارة فريقه لأول مرة منذ 42 عاما من نيوكاسل على ملعب أولد ترافورد، هذا بجانب قيام الجماهير بتأجير طائرة حلقت في سماء معقل الـ"شياطين الحمر" وهي تحمل لافتة عليها عبارة "ارحل يا مويس"، بل واختراق الحساب الرسمي للنادي على شبكة (تويتر) الاجتماعية وكتابة نفس الجملة.
وكان من أبرز الانتقادات التي وجهت لمويس افتقاره لمهارة قراءة المبارايات بجانب ضعف شخصيته وعدم نجاحه في التعامل مع نجومية لاعبي مانشستر يونايتد، لدرجة أنه وفقا لتقارير صحفية، فإن عددا منهم كان تراهن على أنه سيرحل قبل انتهاء الموسم، وهو ما حدث حيث أقيل مويس مع تبقى أربع جولات على المسابقة قاد الفريق خلالها نجمه ريان جيجز.
اتخذت عائلة جليزر المالكة لمانشستر يونايتد قرارها باقالة مويس واستقدام الهولندي لويس فان جال في وقت كانت معنويات الجماهير فيه وصلت لأدنى مستوياتها بعدما خسروا كل آمالهم بعد الرهان على المدرب الاسكتلندي.
وساهم المستوى المتميز الذي قدمه المنتخب الهولندي تحت قيادة فان جال في مونديال البرازيل وحصوله على المركز الثالث بالبطولة في رفع سقف تطلعات وآمال الجماهير مجددا لتحقيق شيء هذا الموسم ،أي خلال النصف الثاني من 2014 ، خاصة بعد الصفقات القوية التي أبرمها النادي.
وضمت هذه الصفقات كلا من الأرجنتيني أنخل دي ماريا ومواطنه ماركوس روخو والإسباني أندير إريرا والهولندي ديلي بليند والإنجليزي لوك شو والكولومبي راداميل فالكاو الذي كان على سبيل الاعارة.
ومع انطلاق الموسم وحينما كانت التطلعات في أعلى مستوياتها انهار مؤشر مانشستر يونايتد بسرعة البرق حيث لم يفز سوى في واحدة من أول ست مبارايات له بالموسم، ثم بدأت الأمور في التغير مجددا حتى تمكن الفريق في آخر سبع مبارايات له من حصد 19 نقطة بالفوز في ست منها والتعادل في واحدة.
صعد مؤشر الآمال مجددا بعد النقاط التي حصدتها كتيبة فان جال ليصعد الفريق للمركز الثالث بعد مرور 17 جولة وتبقى مباراة واحدة على نهاية العام، فالجميع يعرف أن الهدف الرئيسي أمام فان جال في الوقت الحالي هو العودة لأوروبا وليس المنافسة على أي لقب محلي، ولكن إن حدث هذا الأمر فسيكون أمرا مرحبا به.
سواء تعلق الأمر بالمكسب أو الخسارة فلا بد من دفع الضرائب، لذا فإن المدرب الهولندي بكل تأكيد كان ولابد من أن يسدد ضريبة تولي تدريب فريق بحجم مانشستر يونايتد في ظل هذه الأزمة الصعبة بتحمل الانتقادات الكثيرة التي وجهت له.
وعلى مدار الموسم الحالي كانت الانتقادات الموجهة لفان جال دائما تتعلق بعدم تعاقده مع قلب دفاع عالمي لتعويض رحيل نيمانيا فيديتش أو ريو فيرديناند، فيما يشعر آخرون بالقلق نتيجة للتغييرات التكتيكية التي يجريها كثيرا في المبارايات.
بعيدا عن كل هذا لا يمكن الحديث عن مانشستر يونايتد في 2014 دون ذكر كمية الاصابات الهائلة التي تعرض لها لاعبوه وكانت بكل تأكيد سببا في عدم قدرة فان جال على ادارة الأمور كما يرغب.
فمنذ بداية هذا الموسم تعرض كل مدافعي مانشستر يونايتد تقريبا للاصابة: سواء روخو، الذي واجه بالمناسبة مشكلات في الحصول على تصاريح العمل، أو جوني إيفانز أو لوك شو أو رفائيل أو كريس سمالينج.
الاصابات لم تشمل المدافعين فقط بل نالت من الأرجنتيني أنخل دي ماريا، أغلى صفقة في تاريخ البريميير ليج، فيما أن فالكاو الذي انتقل لمانشستر يونايتد معارا من موناكو بعد تعافيه من الرباط الصليبي تعرض لاصابة جديدة هو الآخر وأيضا البلجيكي مروان فيلايني.
على عكس كل حركات الصعود والهبوط في مؤشرات لاعبي ومسيرة مانشستر يونايتد، فإن الحارس الإسباني ديفيد دي خيا كان الاستثناء الوحيد، حيث قدم اللاعب الشاب على مدار العام مستوى رائعا، خاصة في الأسابيع الأخيرة من 2014 التي لعب فيها دورا حيويا في انقاذ الفريق من أهداف محققة نتيجة هفوات دفاعية قاتلة.
على أي حال حملت 2014 نهاية سعيدة بالنسبة لجماهير مانشستر يونايتد ومعاكسة لبداية العام المضطربة حيث يحتل الفريق المركز الثالث حاليا في الـ"بريميير"، كما شهدت أخر مباراة له في الدوري عودة فالكاو ونجاحه في التسجيل وأيضا مشاركة دي ماريا، ولكن هل سينهي الشياطين الحمر الموسم في العام المقبل بشكل جيدا؟ وحدها 2015 هي من تحمل الاجابة.