الأحد 17 يونيو 2012
11:46 ص
تحليل- كريم سعيد:
تحليل ع الطاير .. هي نوعية تقارير ينشرها Yallakora.com عقب كل مباراة جماهيرية سواء كانت محلية او عالمية سنستعرض فيها ابرز احداث المباراة من وجهة نظر المحرر في سطور قليلة بالإضافة الي اختيار نجم المباراة وسبب ذلك في اخر التقرير.
وموعدنا اليوم مع مباراة الذهاب في الدور الثاني لتصفيات كأس الامم الافريقية 2013 بجنوب افريقيا والتي استضاف فيها المنتخب المصري ضيفه منتخب افريقيا الوسطي في لقاء انتهي بمفاجأة من العيار الثقيل عندما نجح الضيوف في الفوز بنتيجة 3-2.
الاجهاد سببا رئيسيا في الهزيمة
- فضل الامريكي بوب برادلي استمرار اعتماده علي التشكيلة التي خاض بها لقائي موزمبيق وغينيا في تصفيات المونديال حيث لعب بطريقة 4-2-3-1 بوجود الحضري حارسا وفتح الله وحجازي كمساكين وعبدالشافي والمحمدي كأجنحة والنني وحسني كلاعبي ارتكاز والرباعي الهجومي تريكة وتمساح وصلاح وزيدان.
- لم نكن نحتاج سوى للخمس دقائق الاولى لنرى الفارق البدني الواضح بين لاعبي مصر وافريقيا الوسطي، حيث تمكن الضيوف من السيطرة كليا علي خط الوسط بفضل تفوقهم في السرعة على لاعبي المنتخب المصري.
- هذا التفوق البدني – في وجهة نظري الشخصية- هو السبب الرئيسي في تفوق افريقيا الوسطى في المباراة ككل، فجانب النتيجة المفاجئة، تفوق الضيوف ايضا في الاداء رغم لعبهم اكثر من 60 دقيقة كاملة وهم ناقصون للاعب جراء الطرد في الشوط الاول.
- المنتخب المصري تضافرت امامه كل عوامل الهزيمة، فنشوة الانتصار على غينيا في غينيا اشعرتهم بأن هدفهم الرئيسي قد تم تحقيقه ومن ثم هبط مؤشر الاستعداد الداخلي لهم للمباريات بشكل اقرب الي الانحدار.
- عدم تجهيز الفريق معنويا واخراج اللاعبين من نشوة الانتصار على غينيا امر يتحمله الجهاز الفني بدون شك، فهذا الامر لا يجعلك سوى امام امرين اثنين هما اما التغيير الجذري في التشكيل وهذا يترتب عليه مخاوف اخرى من خطورة التجربة في لقاء رسمي، او فعل المستحيل لإخراج اللاعبين من هذه الحالة المعنوية ويبدو ان الجهاز الفني فشل في استغلال أي حل من الاثنين.
- التبكير بموعد اللقاء لمدة 46 ساعة ساعد بشكل كبير ايضا في عدم حصول اللاعبين علي راحة كافية خاصة وانهم خاضوا مباراة بعيدا عن البلاد اضافة الي الساعات الطويلة للسفر فضلا عن اقامة لقاء تصفيات افريقيا في الاسكندرية وهو ما تطلب سفرا ايضا.
- كل هذه الامور لم يكن للعلاج الفني ان يغير منها كثيرا، فعندما ترى الهدف الثالث للضيوف، تدرك مدى الاستسلام البدني لمدافعي مصر الذين كانوا "يجرون" اقدامهم في الملعب.
- الاداء السيئ للمنتخب المصري قابله اداء رائعا من منتخب افريقيا الوسطى سواء على المستوي البدني او المستوي المعنوي، فالضيوف ظهروا متحمسون للغاية في اللقاء وظهر ذلك في كمية التدخلات البدنية التي قاموا بها، بل والاكثر من ذلك انهم لم يعانوا علي الاطلاق من طرد لاعبهم في الشوط الاول وتمكنوا من صنع التوازن مع اللاعبين المصريين في الشوط الثاني.
- يحسب ايضا لمدرب افريقيا الوسطى ليو بونجى جراءته في استمراره بالهجوم في الشوط الثاني وعدم مطالبته للاعبيه بالعودة للخلف. هذه الجراءة ترجمها لاعبيه الي هدفين في شوط اضافة الي عدد اخر من الفرص الضائعة التي كانت لتزيد من اوجاع المصريين.
لا للتقطيع في برادلي
- كنت دائما ما اخصص الفقرة الاخيرة للحديث عن نجم اللقاء، ولكني ارغب في تغيير هذه العادة في حلقة اليوم، من اجل الحديث قليلا عن حملة التقطيع التي نالت الامريكي بوب برادلي في بعض "استودويهات" القنوات الفضائية عقب لقاء الجمعة.
وأأخذ على البعض طرحهم لأسئلة واستفسارات هجومية علي برادلي اثناء التحليل منها مثلا نقطة عدم لعبه بمهاجم صريح في اللقاء، وعندما يأتي الرجل للحديث او التعليق عبر الهاتف، يسكت جميع المحللين ويكتفوا بالقول له " Bad Luck" ولا يناقشوه في اي شيئ مما كانوا يتحدثوا عنه قبل ان يدخل الرجل على الهواء، بل الاكثر من ذلك، انه عندما انهى المدرب الامريكي المكالمة، استمرت وصلة التقطيع فيه بدون ادني هوادة في خطأ اعلامي قد تزيد فداحته الخسارة الكبيرة للمنتخب في المباراة نفسها.
- منذ ان جاء برادلي لإدارة المنتخب فنيا، وضح ان هدفه الرئيسي هو تجديد "دم الفريق" خاصة وان الحرس القديم للفريق الذي يقوده من عام 2005 اصبح في امتاره الاخيرة. هذا التجديد لن يكون مجانا، فكل شيء ثمن، وقد يكون الثمن هنا مثلا الخروج من التصفيات الافريقية في مقابل التركيز في تصفيات المونديال.
- تجديد "دم الفريق" سواء كان هذا الفريق منتخبا او ناديا، لابد ان يتم اولا عن طريق مدرب يملك رؤية فنية عالية اضافة الي رؤية ادارية موازية حتي يتمكن من الوقوف امام الكم من التحديات التي ستواجهه، فأي تغيير يترتب عليه اعتراضات وتكتلات وهذه الامر تحتاج لجهد اداري ليس بالقليل من اجل "وئد" اي "فتنة" قد تصنع من هذا او ذاك.
- وحتي ننهي مسألة الجدل الابدية في تقييم المدربين، اثبت برادلي انه مدرب صاحب نظرة فنية جيدة، فهو لا يعتمد علي طريقة لعب بدون تحديد التكتيك الدفاعي او الهجومي لها، ولكن الامر برمته لا يقف على المدرب فقط فهناك عوامل اخرى تؤثر في نتائج الفريق ككل مثلما تحدثنا في السطور اعلاه.
- برادلي يحتاج فقط حاليا للوقت لكى يبني المنتخب الذي يريد ان يطبق افكاره الفنية من خلاله، وهذا الامر لن يصنع في يوم وضحاه، فهو يتطلب المزيد من الوقت والتجربة، ولكي يتم هذا الامر بشكل ناجح، يجب توفير مناخ هادئ له، وليس مناخ هجومي بحت وغير مبني علي اي اسس نقدية موضوعية.
لمناقشة التحليل مع الكاتب والتواصل معه عبر الفيسبوك برجاء الضغط هنا