EFE
الجمعة 16 يناير 2015
04:14 م
على مدار 29 نسخة من بطولة كأس الأمم الأفريقية قدمت كرة القدم عشرات اللحظات التي لا تنسى لجماهيرها الغفيرة في القارة السمراء، نقتبس ثمانية منها قبل انطلاق نسخة العام الجاري في غينيا الاستوائية بمشاركة 16 فريقا تتنافس على الكأس الغالية.
1957 شريط الافتتاح:.
للبدايات دوما مكانة لا يمحوها النسيان.. فالبطولة الأولى أقيمت في الخرطوم بمشاركة ثلاث فرق من وادي النيل هي مصر والسودان وإثيوبيا، بينما غاب المؤسس الرابع للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) جنوب أفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري.
أحرز الفراعنة اللقب بفضل فريق ضم من العظماء رأفت عطية وسمير قطب ورفعت الفناجيلي ولكن خطف الأضواء منهم جميعا محمد الديبة بتسجيله هدف الفوز على السودان (2-1) ورباعية اكتساح إثيوبيا في النهائي، ليسجل خمسة أهداف في مباراتين ويعود بالكأس إلى القاهرة.
-.
1970 - الفيل بوكو:.
مرة أخرى تقام البطولة في السودان، ولكن بعد توسيع رقعة المشاركة إلى ثمانية فرق لم يبرز بينها نجم بحجم الهداف الإيفواري لوران بوكو الذي سجل ثمانية أهداف، منها خمسة في مرمى إثيوبيا وحدها.
أهداف بوكو رفعت رصيده إلى 14 في بطولات كأس الأمم كونه كان قد سجل سداسية في نسخة 1968 ، ولكن جهده لم يشفع لبلاده كي تفوز بالكأس الذي بقي في السودان.
فريق نصر الدين عباس المعروف باسم "جكسا" والهداف محمد البشير "الأسيد" حقق اللقب لأصحاب الأرض بفوزين صعبين في نصف النهائي على مصر وفي النهائي على غانا التي توجت مرتين في عقد الستينيات.
-.
1974 - السيرك الزائيري:.
حفرت زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) اسمها بحروف من نور في بطولة 1974 التي أقيمت بالقاهرة كونها افتكت الكأس من بين أنياب المصريين بقيادة حسن شحاتة وفاروق جعفر وعلي أبو جريشة.
استفادت زائير من زعامة فريقها إنجلبير لأندية القارة واقتنصت اللقب في نفس عام تأهلها لكأس العالم مستفيدة من تسعة أهداف سجلها نداي مولامبا الذي مثل بجانب الحارس كازادي موامبا والمدافع تشيمن بوانجا عماد الفريق التاريخي.
السيرك الزائيري الذي عصف بغينيا في الدور الأول ومصر في نصف النهائي احتاج لتهدئة اللعب قبل رفع الكأس فتعادل مع زامبيا (2-2) بعد التمديد ثم فاز في مباراة إعادة بهدفين دون مقابل.
-.
1982 - أسطورة جيامفي:.
تأهب الليبيون لاستضافة البطولة يحدوهم حلم التتويج بقيادة نجم الوسط التاريخي فوزي العيساوي، ولكن الرياح القادمة من غرب القارة كان لها رأي آخر، حيث حملت لغانا الكأس الرابعة في تاريخها والثالثة للمدرب تشالز جيامفي الذي تحول إلى أسطورة منذ أن كان قد قاد النجوم السوداء للقبي 1963 و1965.
أجهض جيامفي في بنغازي الحلم الجزائري وتفوق بعد الوقت الإضافي على فريق صلاح عصام ورابح ماجر (3-2) بفضل ثنائية لهداف الدورة جورج الحسن، ثم انتزع الكأس في طرابلس بركلات الترجيح (7-6) بعد التعادل (1-1) ليظل طيفه ملازما لخيال مشجعي غانا التي لا تزال تبحث حتى الآن عن لقبها الخامس.
أما الجزائري ماجر نجم واحد من أفضل منتخبات القارة على الإطلاق اضطر للانتظار حتى استضافت بلاده البطولة عام 1990 حتى يودع الملاعب وفي سجلاته الكأس الغالية.
-.
1996 - دموع مانديلا:.
أن تشارك في النهائيات لأول مرة بوصفك البلد المضيف فهذا يدعو للسرور، ولكن أن تفوز أيضا بالكأس فذاك يبرر الجنون الذي أصاب جماهير جنوب أفريقيا وهي تشاهد فريق البافانا يتربع على عرش القارة في أول ظهور له بين كبارها، بل وبعد توسيع رقعة البطولة لتشمل 16 فريقا، انسحبت من بينها نيجيريا حاملة اللقب.
حققت جنوب أفريقيا الحلم بفضل فريق ضم نجوما متألقين مثل لوكاس راديبي ومارك فيش وجون موشوي وفيل ماسينجا، فعصفوا في الطريق بالكاميرون وغانا ثم حققوا اللقب على حساب تونس بثنائية مارك ويليامز.
تجسدت كل معاني الإنجاز غير المسبوق حين رفع رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا الكأس والدموع في عينيه كأفضل تكليل رياضي لثمانية وعشرين عاما قضاها في السجن مكافحا ضد الفصل العنصري.
-.
2008 - أسطورة إيتو:.
من الصعب أن تُختار كأفضل لاعب أفريقي أربع مرات، ولكن أن تكسر رقم بوكو كهداف تاريخي لكأس الأمم بدا أمرا أكثر صعوبة بعد أن استعصى على كبار الهدافين مثل المصريين حسن الشاذلي وحسام حسن والإثيوبي مينجستو ووركو، والنيجيري رشيدي يقيني والزامبي كالوشا بواليا.
في الدقيقة 27 من مباراة الكاميرون ضد السودان في ختام دور المجموعات بالنهائيات التي استضافتها غانا، تقدم صامويل إيتو لتسديد ركلة جزاء تاريخية. وما إن كانت الكرة تعانق شباك المعز محجوب حتى تحول "الأسد" إلى أفضل هداف في تاريخ كأس الأمم بوصول حصيلته للرقم 15 والذي ارتفع بعدها بعامين حتى 18 هدفا.
ولم يتم لإيتو أن يجمع بين تجاوز رقم بوكو والفوز بالكأس الخامسة لبلاده والثالثة له بعد إنجازي 2000 و2002 حيث خسرت بلاده المباراة النهائية ضد مصر بهدف دون رد.
-.
2010 - ثلاثية المعلم:.
حقق جيامفي ثلاثيته مع غانا في بطولتين متتاليتين وأخرى منفصلة، ولكن حسن شحاتة الذي لا يزال يشعر بمرارة ضياع لقب 1974 من بين يديه كلاعب، حقق في 2010 إنجازا غير مسبوق مع المنتخب المصري بالفوز بالكأس الثالثة على التوالي ليرفع رصيد الفراعنة إلى سبعة تتويجات، ويمد مسيرة عدم الهزيمة في البطولة إلى 19 مباراة متتالية.
أبكى "المعلم" في 2006 بالقاهرة الأسطورة الإيفواري ديدييه دروجبا الذي لا يزال يبحث عن كأس قبل الاعتزال، وعصف في 2008 بآمال إيتو، ثم أجهض حلم الإحياء الغاني في 2010 بهدف غال في النهائي سجله هداف البطولة محمد ناجي "جدو" الذي هز شباك خصوم بلاده خمس مرات كلها أثناء نزوله بديلا في أعقاب الاستراحة.
غطى إنجاز شحاتة على مأساة شهدتها البطولة التي استضافتها أنجولا حين قرر فريق توجو الانسحاب حين تعرضت حافلته لرصاص متمردي إحدى الحركات الانفصالية.
-.
2013: استعادة لقب غاب 19 عاما:.
على ملعب سوكر سيتي "المونديالي" في جنوب أفريقيا يقود المدرب النيجيري ستيفن كيشي منتخب بلاده للفوز على بوركينا فاسو لتحقيق اللقب الثالث في تاريخ "النسور" بعد غياب دام 19 عاما.
ودخل كيسي التاريخ بعدما سبق وتوج باللقب القاري من قبل مع بلاده عام 1994 في تونس.