قالوا عنه مجنون فأفقدهم عقولهم.. إنسوي من بطل أوروبا إلى هداف أفريقيا (فيديو)

استغرقت رحلة إيميليو إنسوي ما يزيد عن 10 سنوات بقليل، حتى يتحول من بطل أوروبا إلى هداف أفريقيا.

إنسوي البالغ من العمر 34 عامًا سرق باستحقاق كل الأضواء من نجوم كأس أمم أفريقيا 2023، بعدما أصبح وحيدًا في صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف في 3 مباريات لعبها بقميص غينيا الاستوائية، القميص الذي لم يكن يتخيل أن يرتديه يومًا ما.

تابع ترتيب الهدافين في أمم أفريقيا 2023، من هنا

بطل أوروبا

بدأ إنسوي مسيرته مع كرة القدم في ريال مايوركا الإسباني حيث ولد هناك عام 1989 بعد قصة حب بين أبيه المهاجر من غينيا الاستوائية بحثًا عن عمل وأمه الإسبانية، حسب ما كشف بنفسه في تصريحات لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

أبان الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن مع قامة طويلة نسبيًا 181 سم ونزعة هجومية واضحة عن إمكانيات جيدة جدًا منذ المرة الأولى التي لمس خلالها الكرة، ما سهل انضمامه لجميع منتخبات إسبانيا السنية، من فريق 16 عامًا حتى فريق 21 عامًا.

وزامل إنسوي لاعبين إسبان أصبحوا لاحقًا ضمن النخبة حول العالم، كخوان ماتا، أندريه هيريرا، خافي مارتينيز، تياجو ألكانتارا، ديفيد دي خيا، داني باريخو وسيزار أزبيلكويتا وغيرهم، ليتوج معهم بأمم أوروبا تحت 19 عامًا في 2007، ثم أمم أوروبا تحت 21 عامًا في 2011.

تحقيق لقب أمم أوروبا دفع إلى تأهل منتخب إسبانيا إلى أولمبياد لندن 2012، ما كان نقطة تحول في مسيرة إيميليو إنسوي الدولية.

يقول إنسوي عن غيابه عن قائمة إسبانيا في أولمبياد 2012: "كان هناك 30 لاعبًا في القائمة ولم أكن موجودًا.. لذا قررت أن أخوض تجربة جديدة، بعدها لم تعجبني الطريقة التي تحدث بها معي المسؤولون في غينيا الاستوائية، وفضلت عدم الحضور".

لحسن الحظ، غادر الرجل الذي لم يحب إنسوي طريقة حديثه منصب رئيس اتحاد كرة القدم في غينيا الاستوائية، الأمر الذي علق عليه: "القرار كان صعبًا.. عقلي يقول لي إسبانيا، وقلبي يقول لي غينيا الاستوائية، في النهاية أنا سعيد بقراري وسأفعل الشيء نفسه مرة أخرى".

قالوا عنه مجنون فأفقدهم عقولهم

وصف اللاعبون -زملاءه في المنتخب الإسباني تحت 21 عامًا- إنسوي بالجنون بعد اختيار غينيا الاستوائية، لكن اللاعب الذي فكر بقلبه لم يكن مهتمًا بهذا الاتهام، مضيفًا: "قالوا إنني مجنون.. لكنني أعرف أن الكثير من الناس يحبونني هنا، الناس هنا يصابون بالجنون في كل مرة آتي خلالها إلى هنا، يمكنك رؤية ذلك".

هذا الشغف والحماس، دفع إنسوي إلى ارتكاب خطأ ساذج بالاشتراك مع مسؤولي كرة القدم في غينيا الاستوائية.

في المباراة الدولية الأولى مع غينيا الاستوائية، بدا إنسوي رائعًا إلى درجة تسجيل 3 أهداف دفعة واحدة في شباك كاب فيردي خلال لقاء أقيم في تصفيات كأس العالم 2014، لينتصر بنتيجة (4-3) قبل اعتبار المنتخب مهزومًا بثلاثية نظيفة.

واعتبر فيفا منتخب غينيا الاستوائية مهزومًا لأنه أشرك إنسوي دون إكمال أوراقه، معلقًا في هذا الصدد: "قدمت أوراقي بسرعة كبيرة وكان الاتحاد بحاجة لمزيد من الوقت للقيام بكل شيء.. قلت إنني متشوق للعب، فقالوا: هيا بنا، أعطنا الأوراق بسرعة. لقد كان 50% خطأي و50% خطأهم".

الهدف الرسمي الأول ظل معلقًا مدة عامين، بالتحديد حتى يناير 2015 في افتتاحية أمم أفريقيا التي استضافتها غينيا الاستوائية، ليسجل إنسوي في التعادل (1-1) مع الكونغو، قبل أن يحل المستضيف رابعًا في المسابقة القارية، كأفضل إنجاز في تاريخ البلاد.

مرت الأيام، ليعيش إنسوي أوقاتًا تاريخية في نسخة 2023، حيث أصبح هداف منتخب غينيا الاستوائية في كؤوس أمم أفريقيا، بعدما عزز سجله التهديفي إلى 6 أهداف (5 أهداف منها في نسخة كوت ديفوار).

شاهد هاتريك إنسوي في غينيا بيساو، من هنا

شاهد ثنائية إنسوي في كوت ديفوار، من هنا

ولأن غينيا الاستوائية هي اختيار القلب بالنسبة إلى إيميليو إنسوي، استطاع أن يكون صاحب الـ34 عامًا هدافًا لكأس أمم أفريقيا بينما يلعب على مستوى الأندية مع نادي إنتر سيتي في دوري الدرجة الثالثة الإسباني.