حوار-محمد مهدي:
منذ اللحظة الأولى لاختيار مصر لتنظيم بطولة الأمم الإفريقية في يناير الماضي، بدأت الاستعدادات للحدث الكبير، في الليلة ذاتها تلقى "حسام حسن " المعيد بكلية التربية الرياضية بجامعة بنها، اتصالا هاتفيًا للمشاركة في التنظيم كمساعد رئيس لجنة المتطوعين وتحديدًا كمنسق لمرافقي المنتخبات القادمة إلى مصر، ليقود فريقا من 50 شخص من أجل تذليل العقبات للمنتخبات الوافدة، وإتمام البطولة على أكمل صورة في وقت قياسي.
يلا كورة حاور "حسام" عن المجهود الكبير والكواليس الهامة التي جرت على مدار الشهور الماضية وخلال فاعليات البطولة، آليات اختيار مرافقي المنتخبات، توضيح أدوارهم في "الكان"، ردود أفعال أفراد المنتخبات عن مصر، وأبرز طلبات لاعبي إفريقيا.
كما تحدث مُنسق مرافقي المنتخبات عن قصة إشهار الحكم كوفي كودجا لاسلامه، رأي فريقه في أشهر الوجوه بالبطولة منهم "جمال بلماضي" و"ساديو ماني"، الأماكن المفضلة للفرق الإفريقية خلال تواجدهم في القاهرة وباقي المحافظات.
في البداية نود التعرف على أسباب مشاركتك في تنظيم البطولة؟
ليست مشاركتي الأولى في البطولات، تواجدت في بطولة الأمم الإفريقية 2006 في تنظيم مدرجات الدرجة الأولى يمين، ثم انخرطت في عدد من البطولات سواء داخل مصر مثل كأس العالم لليد في 2010، أو خارجها مثل مشاركتي في أولمبياد ريو 2016، وكأس العالم في روسيا"، حصلت على خبرات عديدة خلال السنوات الماضية.
ما هي آلية اختيار مرافقي المنتخبات في "الكان"؟
هناك أكثر من آلية تم اتباعها لاختيار الفريق النهائي، في بداية الأمر تلقينا على الموقع الخاص بالتنظيم نحو 77 ألف طلب للتطوع، تم تصفيتهم إلى 6 آلاف فقط "مستوفين الشروط" تواصلنا معهم لإجراء مقابلات شخصية "كان بيقوم عليها جهة مستقلة بتعمل تقييم ليهم وتبعت الترشيحات".
ومتى جاء دوركم لاختيار الفريق؟
بعد حصولنا على تلك القوائم، قمنا باختيار الأفضل في اللغة والمظهر وإجادة التعامل في المواقف المختلفة "كنا محتاجين ناس بتتكلم إنجليزي وفرنساوي وبرتغالي كويس".
ثم أجرينا مقابلات شخصية جديدة للتأكد من اختيار أفضل العناصر حتى وصلنا إلى 50 شخصا، 48 يتم توزيعهم على 24 فريق، واثنين يساعدان في حالة الطواريء أو متابعة أداء الآخريين.
بعد الوصول للقائمة النهائية هل تم تأهيلهم بالشكل الكافي قبل البطولة؟
بالفعل، كان لدينا وقت مناسب، تلقى كافة المتطوعين تدريب عام لمعرفة اللجان المشاركة في البطولة، دور كل لجنة، مدى تأثير وأهمية خروج الحدث في أفضل صورة ممكنة، ثم قمت بتدريب المرافقين وحدهم بورش تساعدهم على إتمام مهمتهم جيدًا.
ما هي الخطوات التي تدربوا عليها خلال تلك الورش؟
أولًا بحث ومعلومات عامة عن مصر، ثم بحث مطول عن الدول التي سيقومون بمرافقتها، وعمل عرض عن كل دولة "كمان اتعرفوا على لاعيبة كل فرقة، بياناتهم الصحفية ولقاءاتهم الإعلامية" طبيعة المدربين واللاعبين في التعامل، وأيضًا ورش محاكات لمواقف مفاجأة قد يتعرضوا لها خلال البطولة لمعرفة التصرف الأنسب.
هل تلقيتم طلبات مختلفة عن الأمور الاعتيادية من الفرق المشاركة؟
كل فريق له طلبات خاصة ودورنا هو تجهيزها وإتاحة كافة سُبل الراحة.. مثلًا"فريق الجزائر طلب 500 كيلو تلج" لاستخدامها في إعادة استشفاء اللاعبين، وقمنا بتوفيرها لأن راحة الفرق أولوية لدينا، وتوطدت علاقتهم مع المرافقين على مدار أيام البطولة.
كيف رأيتم تعامل النجوم الأفارقة مع المصريين وفريقكم تحديدًا؟
"تعامل شيك وناس لطيفة جدًا" ساديو ماني مثلًا كان يذهب مع المرافقين إلى الصلاة "بالجلابية" وحريص على وجود أسرته وأخوته في مصر خلال البطولة، ومن كينيا كان لاعب توتنهام "وانياما" يحب التجول في مدينة نصر وخاصة سيتي ستارز "ولما الناس عرفته من البطولة أكتر بقوا يتصوروا معاه في الشارع".
"جمال بلماضي" أطلق تصريحات مثيرة عن مصر.. هل شعر بذلك مرافق الجزائر؟
العلاقة "كانت كويسة جدًا" المدرب الجزائري رجل محترف للغاية في عمله "ولطيف خلال المعسكر والتعامل مع المرافق المصري" خاصة أن كافة الطلبات يتم تنفيذها "كان فيه تدريبات سرية كنا بنحرص إن محدش يطلع عليها من الصحافة أو الجمهور أو حد يقرب من المكان اللي بيتدربوا فيه".
ما تعليقك على الصور المتداولة لمغادرة لاعبي الجزائر للفندق بـ"مخدات"؟
الصورة حقيقية لكن المعلومات المتداولة على "السوشيال ميديا" غير صحيحة، لم يسافر الفريق الجزائري بوسائد "في ماتش كوت ديفوار في السويس، لاعيبة الجزائر لما عرفت إن الطريق هيأخد ساعة ونص، كل واحد نزل بالمخدة بتاعته عشان يرتاحوا وهما في الطريق"..
حدثنا عن قصة إسلام الحكم البنيني "كوفي كودجا" خلال البطولة
كان الرجل قريبًا من "أحمد فتحي" مرافق المجموعة الخاصة ببنين، يتحدث إليه كثيرًا، وفي أحد الأيام طلب منه اصطحابه إلى الأزهر الشريف مبلغًا إياه برغبته في إشهار إسلامه، ذهبا إلى مشيخة الأزهر والتقوا المسؤولين هناك، أبلغهم الحكم البنيني برغبته في دخول الإسلام، تمت الإجراءات "وأحمد هو اللي اختارله اسمه الجديد.. محمد".
هل كان لدى بعض الفرق طلبات خاصة في الطعام؟
لا، لكن فريق كوت ديفوار حضر إلى البطولة ومعهم 30 حقيبة ممتلئة بالأكل "مع شيف خاص ليهم، ودا طبيعي بيحصل في بطولات كتيرة".
ما هي أصعب الأوقات التي تعرضتم إليها؟
"أول أسبوع اللي فيه الاستقبالات وتجهيزات الفنادق للاعيبة قبل ما توصل" بعد ذلك كانت التجربة تمر بسهولة ويسر، احترام متبادل بين جميع الأطراف، وتذليل كافة الصعوبات أمام الفرق مما جعلهم سعداء في نهاية المشوار الإفريقي.
هل تتذكر مواقف إنسانية لا ينساها فريقك؟
كان الجهد كبير والشباب يعملون بأقصى طاقتهم "ومرافق الفريق الكيني اتعرض لإغماءه من الإرهاق واتنقل لمستشفى" فوجئنا بكافة اللاعبين والإداريين يحاولون الاطمئنان والسؤال عليه واستقباله عند عودته بحماس وسعادة.
كيف تعامل مرافقي فريق "جنوب إفريقيا" بعد خسارة مصر؟
الأمر صعب نفسيًا، لكن المرافقين تعاملوا باحترافية شديدة "احنا دورنا نساعد ضيوفنا من الفرق على قد ما نقدر" من أجل ذلك لم يظهر عليهم الحزن أمام لاعبي جنوب إفريقيا وظلت العلاقة طيبة حتى مغادرتهم.
هل زارت بعض الفرق الإفريقية الأماكن السياحية في مصر؟
أغلب الفرق حرصوا على الذهاب إلى منطقة الأهرامات والتقاط صور تذكارية خاصة "جنوب إفريقيا" و"مدغشقر" و"بنين"..حتى الفرق الموجودة في محافظات أخرى استمتعوا بجولات سياحية "فريق نيجيريا تم استضافتهم في يخت وزاروا قناة السويس" فيما حرص محافظ الإسماعيلية على نقل الفرق إلى الأماكن السياحية بأرجاء المحافظة.
البعض كان يفضل التجول هنا وهناك في أنحاء مصر "لاعيبة أنجولا مثلًا نزلوا مرة اتعشوا في الكوربة وخرجوا كتير، كل فرق اسكندرية نزلوا راحوا المنتزه، الناس كانت مبسوطة ومستمتعة وحاسة بالأمان".
ما هو رد فعل المنتخبات حول أداء المرافقين؟
الجميع تلقى خطابات شُكر من الفرق التي قاموا بمرافقتها "أغلبهم استقبلوا دعوات سفر للبلاد الإفريقية عشان يقضوا فيها كام يوم" ذهب منهم عمرو طارق إلى نيجيريا بعد حصولهم على المركز الثالث كمان منحه أحد أفراد الفريق ميداليته.
أخيرًا.. ما هو تقييمك لأداء فريقك خلال البطولة؟
سعيد وفخور جدًا بمجموعة المرافقين وأدائهم "قدمنا واجبنا تجاه وطن يستحق مننا الكثير" وأننا قمنا بتقديم كوادر شبابية جديدة بشكل عام وفي المجال الرياضي بشكل خاص، وخطابات الشكر التي وصلتنا من الفرق المشاركة بالبطولة جعلتنا نشعر بأننا أتممنا مهمتنا بنجاح.