BBC
الأحد 22 يناير 2012
03:18 م
( بي بي سي):
يستخدم البشر كل مهاراتهم للتنبوء بنتائج مباريات كرة القدم. وبمقدروهم تقييم مهارات اللاعبين والحكم على الروح التي تسود أي فريق، ويتمكنون ايضا من استخدام الحدس لتوقع نتائج المباريات. غير أن الإنسان لايمكنه التعامل مع الإحصاءات والبيانات مثلما يفعل جهاز الكمبيوتر.
والسؤال : كيف تختلف تنبوءات الكمبيوتر عن نظيرتها البشرية؟
سيفوز منتخب ساحل العاج ببطولة كأس الامم الأفريقية هذا العام.
هذه هي نتيجة التنبؤات الرياضية حسب منظومة "الصندوق الأسود" التي ابتكرها الدكتور روبرت ماسترودومينكو، وهي عبارة عن نموذج كمبيوتري مؤلف من نظام عد حسابي معقد.
أدخل ماسترودومينكو بيانات تاريخية متعلقة بأداء الفرق المتنافسة في المباريات الدولية، ويتولى النموذج حساب نقاط القوة الهجومية والدفاعية النسبية لكل فريق، ومن هذه المعلومات يمكنه تصنيف الفرق.
ويقول ماسترودومينكو "النموذج يظهر أن أقوى الفرق المتنافسة في البطولة هو ساحل العاج يليه غانا. ثم يظهر بعد ذلك منتخبات تونس والمغرب والسنغال باعتبارها في نفس الترتيب".
وتتفق هذه التقديرات الى حد بعيد مع تلك التي خرجت بها دور المقامرة الرئيسية كلادبروكس ووليم هيل التي توقعت فوز ساحل العاج ثم غانا ثم تونس والمغرب والسنغال - ومالي.
ولكن الاختيار السادس الذي خرج به كمبيوتر ماسترودومينكو جاء مفاجئا: بوركينا فاسو.
ويقول ماسترودومينكو إن البيانات المتوفرة تشير الى ان منتخب بوركينا فاسو حقق نتائج مقاربة لتلك التي حققتها منتخبات تونس والمغرب والسنغال، ولكنها مع ذلك وضعت في مرتبة ادنى من الفرق الاخرى.
فما هو رأي هواة الكرة بتطبيق هذا الاسلوب ذو التقنية المتطورة على رياضتهم المحببة؟
"الكمبيوتر ثمل"
يقول فارايي مونجازي، الذي يقوم بتغطية وقائع الدورة في الجابون لصالح بي بي سي، "اعتقد ان هذا الكمبيوتر سكران."
ويضيف "فلبوركينا فاسو امل اكبر بإرسال رجل الى القمر من الفوز بهذه البطولة. ان مستواهم متذبذب. لديهم لاعبون جيدون، هنا وهناك، ولكن الذين يراهنون على بوركينا فاسو يفتقرون الى الحكمة دون ادنى شك."
ولكن ماسترودومينكو يقول إن الطبيعة اللا شخصية وغير العاطفية التي يجري بها الكمبيوتر حساباته تجنبه الهفوات البشرية التي تتسم بها الاسواق.
ولكن فارايي مونجازي يشير الى ان المرء لا يحتاج الى نموذج حسابي معقد لكي يستنتج ان فريقي ساحل العاج وغانا هما الاقوى.
ويقول "لا اريد ان اسكب الماء البارد على استنتاجات ماسترودومينكو، ولكن حتى اطفال الشوارع في الغابون كانوا سيختارون ساحل العاج وغانا كأقوى فريقين."
ويقول مراسلنا مونجازي إن البيانات والاحصاءات لا تتمكن من اعطاء صورة كاملة عن فريق ما، ولذا فانه لم يختر المنتخب العاجي للفوز بالبطولة.
مفاجأة سنغالية
يقول مونجازي "لقد راهنت على السنغال لسبب بسيط يتلخص في انه احسن الفرق المتكاملة في هذه الدورة. فثلاثي هجومهم لديه رصيد كبير من الاهداف، وهم متعطشون للفوز وقد اثبتوا في الاشهر القليلة الماضية ان الكرة السنغالية قد عادت الى الاضواء."
واضاف "تذكر كيف فاجأوا الجميع في دورة كأس العالم 2002، ولكن هذا الاداء كان نقمة عليهم حيث تدهورت الكرة السنغالية بعدئذ. ولكنهم حققوا تقدما في السنتين الاخيرتين، واعتقد ان فرصتهم قد حانت."
وقال "لا اعتقد ان العاجيين من الجودة بحيث يستطيعون الفوز بهذه الدورة. فلديهم لاعبون ممتازون، ولكنهم غير منسجمين مع بعضهم البعض وهذه هي نقطة ضعفهم الكبرى. كانوا الفريق المفضل في الدورة الاخيرة، ولكنهم لم يتمكنوا من فعل شئ."
ومضى للقول "لغانا تاريخ مشرف في هذه البطولة، ولكنهم يتعرضون لضغوط شديدة للفوز بها للمرة الخامسة مما يؤثر سلبا على اداء اللاعبين."
من جانبه، يعترف ماسترودومينكو بأن الاعتماد بشكل كلي على النتائج التي حققتها الفرق في الماضي قد لا تكون دقيقة كل الدقة في دورة تعتمد نظام التسقيط تتبارى كل الفرق فيها تحت ظروف غير مألوفة، حيث يقول "يكون اداء النماذج الكمبيوترية جيدا بشكل عام فيما يخص توقع النتائج، ولكن هذه النتائج اكثر ملائمة للمباريات المنفردة مما هي في حالة الدورات."
وقال "ففي حالة المباريات، نستطيع ان نقدر احتمالات الفوز والخسارة والتعادل اعتمادا على قوة الفرق. ففيما يخص الاحتمالات، لا يوجد فريق فوزه محقق 100 في المئة، ولذا فلكل الفرق امل بالفوز - حسابيا على اقل تقدير."