جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: فك الشفرة وزرع الفيروس .. تريزيجيه والمحيرصي

محمود تريزيجيه

لاعبو الفريقان

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

قديما كان يقال أنه لا يوجد جهاز أمني بدون ثغرة وعندما إرتبطت الأنظمة الأمنية بالأجهزة الإلكترونية تحول الأمر إلي لكي تسيطر علي  جهاز إلكتروني فك الشفرة أو إزرع فيروس ..الأمر يعدو حقيقة أيضا في مجال كرة القدم وإن تحدثنا تحديدا عن الأندية التونسية يصبح متخصص فك الشفرات هو الأهلي اما الفيروس الذي يجعل نظام أي فريق تونسي يتأكل هو  ( حسام غالي ).

(بعد البداية) غير الموفقة للترجي والذي وجد نفسه في كابوس لا يعرف كيف يتخلص منه رغم معرفته الدائمة أن كلمة السر دائما عند مواجهة الأهلي القاهري ( كما يفضل التوانسة ) إطلاقه ..عدم مهاجمة الأهلي لإن الأخير بات متمرسا عند مواجهة الفرق سواء داخل أو خارج الديار وقادر دائما علي تصدير القلق حتي لو إنتهت المباراة لصالح أحد الأندية التونسية.

الأهلي قدم أفضل أداء له هذا الموسم .. المنافس ليس بقوة الإسم .. الأهلي عاني أمام فرق متذيلة في الدوري المصري ..حسام غالي وعبدالله السعيد ( البعض يراهم في القمة وأخرين يرونهم بدون فائدة ) كيف يمكن أن تجتمع كل هذه المتناقضات وتجيب عنها مباراة واحدة فقط ؟..وما علاقة تريزيجيه بإدريس المحيرصي ؟ الإجابة في السطور المقبلة.

سيناريو اللقاء

بدأ فتحي مبروك بنفس طريقته المعتادة 4-2-3-1 بتواجد أحمد عادل حارسا للمرمي أمامه الرباعي باسم علي وسعد سمير ومحمد نجيب وصبري رحيل ثم ثنائي الإرتكاز حسام غالي وحسام عاشور ثم ثلاثي الوسط المهاجم وليد سليمان وعبدالله السعيد وتريزيجيه خلف رأس الحربة عمرو جمال.

في المقابل بدأ الترجي بطريقة أقرب إلي 4- 2-1-2-1 بتواجد سامح الدربالي والعربي جابر كقلبي دفاع ويعاونهما حانم البيجاوي ومحمد علي اليعقوبي وفي خط الوسط تواجد حسين الراقد عاونه دفاعيا وسيم النغموشي وتقدم قليلا عنهم شمس الدين الصامتي ليساعد أيضا الأجنحة هاريسون أفول وإدريس المحيرصي خلف رأس الحربة إيدوك.

لماذا يظهر الأهلي أقل  أمام الفرق السمراء ويظهر متميزا أمام الفرق التونسية ؟ فرق تونس عموما مثل الأهلي والزمالك لا يحبذون دفاع ( الحافلة ) ..خط الدفاع يتقدم إلي حدود دائرة المنتصف عند.

صعود الهجوم ..لا يوجد لديهم ولا لدينا مدافعين أصحاب سرعات عالية ولا ضغط قوي  لذلك تجد تناقل الكرة أسهل حتي لو قاموا بالهجوم ..تلك هي النقطة الأولى.

ما حدث بعيدا عن فكرة أن الجهاز الفني قام بدراسة الترجي التونسي والذي من باب أولي أن يدرس كيف يقوم بكسر الدفاعات المتكتلة أمامه في الدوري المحلي ! ..مهلا ..تلك هي النقطة الثانية.

عندما يقوم المدرب بعمل جمل تكتيكية في المران ويتقنها اللاعبون يظهر أثرها علي الفور في المباراة وعندما تصبح الإستعدادات عادية من فك عضلات وتمرين وإعلان قائمة المباراة يظهر أيضا أثرها علي اللاعبين ..تلك هي النقطة الثالثة.

عضلة الرقبة .. عندما تصاب ببعض الألام في عضلة الرقبة يصبح تحرك جسدك كله بطيئا للغاية تقوم بالدوران حول محورك يمينا ويسارا كي تستطيع رؤية ما يدور حولك وتصبح حركتك ضعيفة للغاية لدرجة تصيبك أنت بالملل من الألام ..هذا الدرس الطبي له علاقة بعمرو جمال وهو النقطة الرابعة.

كيف يمكن ربط النقاط ببعضها البعض .. ببساطة الأهلي يجيد دائما عندما يواجه فريقا يلعب معه كرة القدم والتي تعتمد علي الهجوم المنظم وفي نفس الوقت يعاني أمام الفرق المتكتلة والتي تلعب علي حدود منطقة جزائها ولا تترك أية فرصة لإستلام الكرات مع إعاقة مستمرة لأي تحرك بدون كرة.

إضافة إلي ذلك أن الجمل التكتيكية التي ظهرت أمام النصر وجعلت المباراة أكثر سهولة ..ظهرت أيضا أمام الترجي وقامت بتأمين المباراة من خلال الهدف الثاني وفي نفس الوقت عندما تغيب تلك الجمل يعاني الفريق مثلما عاني أمام الجونة.

لكل فريق عمودا فقريا يمتد من حارس المرمي إلي رأس الحربة ( أحمد عادل يقدم أداء نموذجيا خصوصا في صداع الركلات الركنية ) ..والأهلي منذ غياب عمرو جمال حتي عودته كان يعاني في هذا المركز تحديدا ..رأس الحربة الذي يعطيك الفرصة  في إستمرار الهجمة ومشاغبة المدافعين دون أخطاء ..رأس الحربة الوحيد والذي يمكنه إقتناص كرات هوائية في منطقة الجزاء وذلك يعطيك فرصة كي تصبح الفقرات متقاربة والعمل أكثر مرونة واعني هنا( حسام غالي وعبدالله السعيد ) ..

بدون عمرو جمال كان أي رأس حربة في الأهلي إما يحتاج لشريك في هذا المركز أو أن يتطلب ذلك صعود أكثر لعبدالله السعيد ليقترب من منطقة  رأس الحربة المتأخر بدلا من منطقة  صناعة اللعب وذلك كان يعني أن علي غالي الصعود أيضا لتقريب المسافة بينه وبين ثنائي الهجوم بشكل رأسي وذلك يلقي بالعبء أفقيا علي حسام عاشور في التغطية علي الأجناب.

مع عودة عمرو جمال وإختلاف طريقة لعب المنافس وإهتمام الجهاز بالجمل التكتيكية  ( بعيدا عن أكلاشيه دراسة المنافس والتي لا اصدقها كما أسلفت بالنظر إلي مستوي الفريق أمام فرق الدوري ) ظهر الفريق في أفضل حالاته ..لحظة هناك شيئا يتعلق بك إن كنت من محبي النتائج والأهداف.

أحيانا يفقد حسام غالي كرات في وسط الملعب وذلك لرغبته في صنع تمريرة مؤثرة لكسر التكتلات المتراصة أمامه ( أي لاعب في العالم يحدث له هذا إن حاول صنع تمريرة مؤثرة ) فتلقي باللوم كاملا عليه وتراه أسوأ لاعب في الكون.

عبدالله السعيد في الإسماعيلي كان بمستوي مغاير، أين تسديداته؟  .. طاهر أبوزيد كانت قدمه صاروخية ومع ذلك لم يكن يسجل من التسديدات في كل مباراة ..المهم لكي تحكم علي اللاعب أن تري مدي تحركه في الملعب وأدائه لوظيفته ولحظات الإبداع التي يقدمها مع مراعاة المنافس ( والذي احيانا ) يكون من بين زملاؤوه بمعني أدق تحركات ( عضلة الرقبة ) رأس الحربة وأطراف الملعب.

يحاول كاتب هذه السطور قدر الإمكان دوما أن تري معه كرة القدم كما هي دون تعصب ودون إستفزاز للأخرين ..لذلك الإحتفال ( الغريب والمسىء ) لمؤمن زكريا نفسه قبل الأخرين يستحق اللوم والعقاب من إدارة الأهلي ..تماما مثلما طالبنا بمعاقبة كل من يسىء إلي الروح الرياضية بأفعاله ( وتصريحاته ) التي لا تنتهي.

التحليل شارف علي الإنتهاء ولم نعرف من هو إدريس المحيرصي والذي تم وضعه مع تريزيجيه ..المحيرصي كان مشروع نجم كبير في الترجي منذ 2012 مع يوسف بلايلي وكان يمكن أن يحترف في سن مبكرة في البوندزليجا لولا تراجع إدارة الترجي وإقامة عقد معه كي يثنيه عن فكرة الرحيل .. المحيرصي قدم أداء بات باهتا وأخشي علي لاعبي مصر الصاعدين والذين لهم فرص إحترافية في سن مبكرة أن يتحولوا إلي محيرصي أخر.

أخيرا .. بعيدا عن لقطة غالي القتالية فإن  أجمل ما في المباراة ( تكتيكيا ) الهدف الثاني وأجمل ما في الهدف الثاني ( جماليا )هو إحتفال عبدالله السعيد ..السر في ذلك هو أنه شبيه بإحتفال أسطورة كرة القدم المصرية بأهدافه (محمود الخطيب)

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن